أوردت وكالة الأنباء الحكومية سانا الإثنين 19 شباط الجاري خبراً حول إحباط عملية تهريب مخدرات من البادية إلى الأردن.
وتضمن الخبر الذي أوردته سانا وتناقلته وسائل إعلام موالية بياناً لوزارة الدفاع السورية قالت فيه إنّ قوات حرس الحدود أحبطت محاولة لتهريب 120 ألف حبة كبتاغون و455 كف حشيش في منطقة البادية بالقرب من الحدود السورية الأردنية.
وأعادت الوكالة بعد ساعات نشر الخبر نقلاً عن مراسلها في حمص وجاء في نص الخبر: “الجهات المختصة تحبط عملية تهريب كمية كبيرة من الحشيش المخدر وحبوب الكبتاغون في البادية السورية من قبل التنظيمات الإرهابية”.
واللافت في الأمر أنّ سانا أوردت خبر مطابقاً من حيث الصور والموقع متهمة ذات “التنظيمات الإرهابية” في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري بتهريب ذات النوعية من المخدرات، دون تحديد الكميات حينها.
واللافت أيضاً أنّ بعض الأخبار التي أوردتها سانا وقالت فيها إنّ “الجهات المختصة” ترصدت وتتبعت وأحبطت محاولات التهريب دون ذكر أنّ “الجهات المختصة” قد قبضت على أي من المهربين أو الناقلين.
ويلاحظ أنّ وسائل إعلام النظام السوري والوسائل والمنصات الإعلامية له تنشر مثل هذه الأخبار عقب أي اجتماع دولي أو إقليمي يتعلق بتهريب المخدرات من سوريا، وعادة بعد أقل من 24 ساعة على إحباط السلطات الأردنية لشحنات تهريب مخدرات قادمة من الأراضي السورية.
وتلقي السلطات الأمنية في حكومة النظام بشكل دوري القبض على أشخاص وخلايا صغيرة تتمتهن الاتجار بالمواد المخدرة، بينما ترتبط أسماء رؤوس النظام السوري ارتباطاً وثيقاً بتجارة الكبتاغون الدولية.
وبحسب بحث تحليلي أعده باحثان في معهد نيولاينز للاستراتيجية السياسية الأمريكية في وقت سابق فإنّه خلال العام 2022 قدم النظام السوري تقارير رسمية إلى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC من ضمنها 612 موضوعاً نشرتها وكالة الأنباء الرسمية سانا حملت في عنوانها كلمة “مخدرات” وتراوحت أحداثها بين الاعتقال ومكافحة التهريب والمصادرة، ليقدم نفسه كقوة تعمل على مكافحة المخدرات.
ولفت البحث إلى أنّ حكومة النظام السوري أبلغت عن عدد كبير من العمليات مقارنة بدول المنطقة الأخرى، إلا أن الكميات المضبوطة كانت أقل بكثير.