تداولت وسائل إعلام موالية أنباء عن تنقلات أجراها بشار الأسد مساء الأربعاء 17 كانون الثاني الجاري على مستوى القيادة الأمنية في سوريا، طالت رئاسة مكتب الأمن الوطني ومستشار رئيس الجمهوري للشؤون الأمنية وشعبة المخابرات العسكرية.
واقتصر الحديث عن التغييرات على حسابات شخصية لمقربين من الضباط ورؤساء الفروع الأمنية وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، دون نقل وسائل الإعلام الرسمية لقرارات النقل والتغيير.
وأكدت مصادر صوت العاصمة حينها نقل اللواء علي مملوك من رئاسة مكتب الأمن الوطني وتعيينه مستشاراً أمنياً لرئيس النظام السوري، ونقل اللواء كفاح ملحم من رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية وتعيينه رئيساً لمكتب الأمن الوطني، وتعيين اللواء كمال حسن رئيساً لشعبة المخابرات العسكري بعد أن شغل منصب رئيس الفرع 235 والمعروف باسم فرع فلسطين.
وطالت التنقلات التي أجراها الأسد للقيادة الأمنية ضباط آخرين، منهم العميد الركن مفيد خضور رئيس الفرع 291 والذي تمّ ترفيعه إلى رتبة لواء وتعيينه نائباً لكمال حسن في رئاسة شعبة المخابرات العسكرية.
علي مملوك
تتمتع شخصية اللواء علي مملوك المولود في دمشق عام 1949 لأسرة مهاجرة من اسكندرون بشهرة واسعة، إذ برز اسمه كأحد أهم الشخصيات الأمنية التي اعتمد عليها بشار الأسد في سوريا بعد وصوله إلى سدة الحكم في العام 2000، وخصيصاً عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وبحسب موقع مع العدالة فإنّ السجل الأمني لمملوك يعود إلى فترة الثمانينات عندما أوكلت إليه مهمة الإشراف على البرنامج الكيميائي للنظام السوري، ليتولى بعدها رئاسة جهاز المخابرات العامة “أمن الدولة” وعمل على تطوير الإدارة وتزويدها بأساليب جديدة للمراقبة وقمع الحريات العامة في سورية.
وأوكلت لمملوك بعدها مهمة التنسيق مع أجهزة الاستخبارات العالمية بما فيها الأمريكية والأوربية والإيرانية وبعض الأجهزة العربية مما أتاح له مجال الإمساك بعدد كبير من ملفات النظام خلال الفترة بين عامي 2011 و2018.
وعُيّن مملوك على رأس مكتب الأمن الوطني خلفاً لهشام بختيار في العام 2012، حيث أشرف من منصبه على عمل كافة أجهزة المخابرات وزودها بتوجيهات عامة فيما يتعلق بعمليات القمع والانتهاكات والمجازر التي ارتكبت بحق السوريين في المعتقلات وأقبية التعذيب.
وأدرجت الولايات المتحدة اسم اللواء علي مملوك ضمن قائمة العقوبات ضد منتهكي استخدام تقنيات الحاسوب في سوريا وإيران في نيسان 2012، تلاها إخضاعه للعديد من العقوبات الصادرة عن دول أوروبية وغربية كواحد من أكثر الشخصيات الإجرامية في سوريا.
كفاح ملحم
من مواليد ريف طرطوس ويعتبر أحد أبرز الوجوه الأمنية التي تولت مناصب قيادية في شعبة الاستخبارات العسكرية منذ تولي بشار الأسد رئاسة الجمهورية.
وعمل ملحم كضابط في الحرس الجمهوري قبل أن يتنتقل في العام 2006 إلى شعبة الاستخبارات العسكرية ليتولها بعدها بعامين رئاسة الفرع 248 “فرع التحقيق العسكري، ويتدج في المناصب كرئيس فرع المخابرات العسكرية في حلب واللاذقية ورئيساً للجنة الأمنية في المنطقة الجنوبية قبل توليه رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية العامة.
وأدرجت حكومات عدة دول أوروبية والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا اللواء حسن ملحم على قوائم العقوبات، بعد ثبوت تورطه بالعديد من جرائم التي تنتهك حقوق الإنسان، وفقاً لموقع مع العدالة المختص بتوثيق السيرة الذاتية لمرتكبي جرائم الحرب في سوريا.
كمال حسن
من مواليد دمشق عام 1967 ولا تتوفر تفاصيل حوله أكثر من عمله في عدة مناصب في شعبة الاستخبارات العسكرية، والتي شغل فيها منصب رئيس الفرع 235 “فرع فلسطين” في الفترة ما بين عامي 2017 و2020، ورئيساً للفرع 227 “فرع المنطقة” من العام 2020 وحتى 2023 الذي حصل فيه على ترفيعه إلى رتبة لواء ركن، قبل أن يعينه بشار الأسد مؤخراً رئيساً للشعبة.
وأدرج مكتب مراقبة الأصول التابع لوزارة الخزانة الأمريكية في وقت سابق اللواء كمال حسن على لوائح العقوبات على خلفية الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة باسمه وفي الأفرع التي تولى قيادتها.