بحث
بحث
تدهور الأوضاع المعيشية في مدينة دمشق - صوت العاصمة

منظمة حقوق الإنسان: الإنتهاكات في سوريا مستمرة في ظل تردي الوضع الاقتصادي

قالت منظمة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” السبت 13 كانون الثاني الجاري في إن المدنيين في سوريا تعرضوا في 2023 لعام آخر من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام السوري وأطراف النزاع الأخرى، بينما عانت البلاد من أزمة اقتصادية حادة.

وبحسب تقرير المنظمة فإنّ السوريون يواجهون أزمة إنسانية شديدة إذ يعيش أكثر من 90% منهم تحت خط الفقر، ومع أن سوريا ما تزال غير آمنة والأعمال القتالية في ارتفاع، إلا أن دولا مضيفة للاجئين مثل تركيا ولبنان بدأت عمليات ترحيل غير قانونية وإعادة واسعة النطاق لآلاف السوريين إلى أجزاء مختلفة من البلاد.

وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش آدم كوغل: “تحت عبء الانهيار الاقتصادي، والزلزال المدمر، والانتهاكات المستمرة من قبل الأطراف المتحاربة، تتزايد حاجة المدنيين في سوريا إلى الحماية والمساعدات الإنسانية. ينبغي ألا تفكر أي دولة في إعادة اللاجئين إلى سوريا طالما استمرت الظروف غير الآمنة”.

وأضافت المديرة التنفيذية تيرانا حسن إن التبعات الكبيرة للعام 2023 لا تتعلق فقط بقمع حقوق الإنسان ووقوع فظائع حرب ولكن أيضا بانتقائية الحكومات في التعبير عن الاستنكار والدبلوماسية المبنية على الصفقات، التي كان لها ثمن باهظ دفعه المستبعدون منها.

وأشارت إلى عدم وجود دلائل على تحسن الأوضاع في سوريا، داعية لإيجاد مسار آخر لحل الأزمة السورية وتخفيف العبء على السوريين.

وتواصل أجهزة أمن النظام السوري إخضاع السكان بمن فيهم اللاجئون العائدون للاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري والمضايقات والابتزاز.

ولفت التقرير إلى أنّ ملايين السكان على الغذاء الجيد الكافي أو لم يتحملوا تكلفته لأن حكومة النظام السوري حوّلت وجهة المساعدات الغذائية، ولم تعالج بشكل عادل الأزمة الاقتصادية المنهِكة الناجمة عن تدمير البنية التحتية والأزمات في الدول المجاورة، بالإضافة إلى آثار العقوبات الدولية الشاملة على الحقوق الاقتصادية للسوريين.

ولم يجدد مجلس الأمن الدولي في تموز الفائت آلية المساعدات عبر الحدود لسوريا بسبب استخدام روسيا حق النقض الفيتو ضد قرار استمرارها ما أدى إلى إغلاق قناة استُخدمت لتسع سنوات لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في شمال غرب سوريا بدون موافقة الحكومة السورية.

وأوقف برنامج الأغذية العالمي WFP  التابع للأمم المتحدة برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سوريا أواخر كانون الأول الفائت نتيجة النقص الحاد في التمويل، مشيراً إلى مواصلة عملياته في نطاق ضيق وللحالات الطارئة فقط.

وعبّر البرنامج حينخا عن أسفه للإعلان عن انتهاء برنامج مساعداته الغذائية في جميع أنحاء سوريا في كانون الثاني 2024 بسبب نقص التمويل.