صوت العاصمة – خاص
غابت أنظمة الدفاع الجوي السورية عن التصدي للغارات الإسرائيلية خلال آخر هجومين استهدفا محيط العاصمة دمشق، على عكس مشاركتها الكثيفة في التصدي للهجمات المتكررة منذ بدأ عملية طوفان الأقصى والتي تمكنت خلالها من اعتراض أكثر من 10 صواريخ.
وبفارق خمسة أيام عن الهجوم الذي استهدف مزرعة في محيط بلدة السيدة زينب عصر اليوم وأدى لمقتل أحد كبار القادة الإيرانيين في سوريا، تعرض مستودع يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني بالقرب من طريق مطار دمشق الدولي لهجوم إسرائيلي في 20 كانون الأول أدى لتدميره، دون أن تتمكن أنظمة الدفاع الجوية السورية وأنظمة الإنذار المبكر في كلا الهجومين من رصد الصواريخ الإسرائيلية حينها.
واتبعت إسرائيل تكتيكاً جديداً لتنفيذ هجماتها داخل الأراضي السورية دون أنّ تتمكن أنظمة الدفاع الجوي السورية من إفشال الهجمات أو حتى رصد الصواريخ المهاجمة على غرار المرات السابقة كرد على خطة سورية أعادت تموضع منظومات الدفاع الجنوبي في محيط العاصمة دمشق والمنطقة الجنوبية لتشكيل جدار دفاعي وحماية الأجواء من الهجمات الإسرائيلية.
ونجحت الخطة التي اتبعتها هيئة أركان جيش النظام السوري في رفع كفاءة أنظمة الدفاع الجوي بشكل جزئي ومحدود، إذ تمكنت خلال بعض الهجمات في تشرين الثاني ومطلع كانون الأول من خوض اشتباكات جوية مع الصواريخ الإسرائيلية واعتراض عدد منها قبل وصولها لأهدافها.
واستخدمت إسرائيل خلال الهجومين الأخيرين بشكل أوسع أنظمة الحرب الإلكترونية للتشويش على أنظمة الرادار والإنذار المبكر في سوريا، ما تسبب بعدم مقدرة الرادارات على رصد وتتبع الأهداف المعادية، وبالنتيجة تحييد منظومات الدفاع الجوي عن المواجهة واعتراضها سير العمليات الإسرائيلية.
واعتمدت الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال هجماتها مؤخراً على استخدام ذخائر ذكية ومتطورة بوسعها التملص من الصواريخ الدفاعية، عُرف منها صاروخ Space 1000 وهو صاروخ “جو – أرض” ذكي لديه القدرة على المناورة خلال مساره وإصابة الأهداف بدقة عالية، إضافة لاعتماده على أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي التي تمنع التشويش عليه.
وقصفت إسرائيل بصواريخ Space 1000 أواخر العام 2022 مواقع للنظام السوري والميلشيات الإيرانية في محيط العاصمة دمشق وبالقرب من مطار دمشق الدولي.