لجأت شركتا الطيران السوريتان السورية للطيران وأجنحة الشام وشركات نقل جوي إيرانية إلى استخدام مطار اللاذقية “قاعدة حميميم العسكرية الروسية” منذ تشرين الأول الفائت لكونه يتمتع بحصانة روسية بدلاً من مطاري دمشق وحلب الذي طالهما قصف إسرائيلي متكرر.
وأصدرت الخطوط الجوية السورية “الخطوط الجوية السورية” و”أجنحة الشام” أحدث جداول رحلاتها كل يوم تقريبًا ومن مطار اللاذقية، كما تعمل جميع الرحلات الجوية التي كانت تسير سابقاً من حلب ودمشق كالمعتاد بالإضافة لإنشاء شركات النقل الجوي خدمات نقل الركاب من عدة مناطق سورية إلى مطار اللاذقية.
وبحسب معهد ألما الإسرائيلي للدراسات العسكرية والأمنية فإنّ مطار اللاذقية أصبح بوابة جوية وممراً مركزياً لعمليات نقل الأسلحة الإيرانية بين طهران ودمشق ولبنان.
وتضم قاعدة حميميم نحو 1500 جندي روسي و200 جندي آخرين من البحرية الروسية كما تحتوي القاعدة على كافة أنواع الأسلحة التي ينشرها ويديرها الجيش الروسي في سوريا، منها طائرات ومروحيات بكافة أنواعها وطائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي ومستودعات بكميات كبيرة من الأسلحة والدبابات والمدرعات.
ونشر المعهد الإسرائيلي صوراً حديثة للقاعدة الروسية تظهر طائرات مقاتلة متطورة من طراز Su35 ومنظومات دفاع جوي من طراز S-300، مشيراً إلى أنّ وجود القاعدة العسكرية الروسية ضمن المطار المدني السوري يمنحه حصانة من القصف الإسرائيلي.
وأثار هبوط طائرة الشحن التابعة لشركة إيران إير عددا من الأسئلة المحورية في ظل استخدام الحرس الثوري طائرات الشركة لنقل المعدات والأسلحة، حول ما إذا كانت روسيا بدأت بالعمل كغطاء وقائي لنقل الأسلحة الإيرانية عبر الجو إلى سوريا أو لبنان، أو نقل أسلحة إيرانية إلى موسكو للمشاركة في الحرب الأوكرانية.
ويستفيد الإيرانيون أكثر من ذلك من خلال تحويل تركيز العمليات الجوية القادمة إلى سوريا إلى مطار حميميم، بدءًا من نهاية تشرين الأول، إذ ظهرت طائرة النقل إليوشن 76 التابعة لشركة Pouya Air يستخدمها الحرس الثوري الإيراني لنقل المعدات والأسلحة من إيران إلى سوريا ومن إيران إلى موسكو وهي تهبط أربع مرات منذ بداية نوفمبر حتى الآن في حميميم في 9 و16 و30 تشرين الثاني، وفي 7 كانون الأول.
وهبطت طائرة رجال أعمال إيرانية مملوكة للدولة EP-IGC في حميميم باسل الأسد في 20 و 23 تشرين الثاني، كما هبطت طائرة طيران يزد من طراز إيرباص 310 والتي تحما الرمز Ep-DZA لـ13 مرة في حميميم خلال الفترة المذكورة أعلاه.
وترتبط شركة طيران يزد مع شركة ماهان إير التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية بين طهران وحلفاءها.
ويستغل الإيرانيون الاعتماد الروسي على الأسلحة والمعرفة الإيرانية في الحرب الأوكرانية مقابل السماح لهم بنقل المعدات والأسلحة الإيرانية عبر حميميم إلى سوريا ولبنان.
ولدى روسيا مصلحة أخرى إذ تشكل مواقع مركز الأبحاث في سوريا حاليا بنية تحتية إيرانية لتطوير وإنتاج الأسلحة بما في ذلك الأسلحة المتقدمة وهذه الأسلحة مخصصة أولا وقبل كل شيء ليستفيد منها حزب الله من سوريا ولبنان، وفي ضوء التعاون العسكري بين إيران وروسيا يمكن أيضًا نقل الأسلحة المصنعة والمطورة في مركز الأبحاث السورية إلى روسيا.