بحث
بحث
حسين عرنوس ومساعد الرئيس الإيراني محمد مخبر - انترت

لتحصيل ديونها.. إيران تضغط اقتصادياً على النظام السوري

زادت الحكومة الإيرانية من ضغوطها على النظام السوري مؤخراً لتحصيل الديون المستحقة وتفعيل خط النقل البري عبر العراق بالتزامن مع انعقاد اجتماعات اللجنة الاقتصادية السورية الإيرانية المشتركة في العاصمة طهران.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر اقتصادي في دمشق قوله إنّ إيران زادت في الآونة الأخيرة ضغوطها على النظام السوري لاسترداد ديونها المستحقة.

وتقدر الديون الإيرانية بـ50 مليار دولار أمريكي بحسب وثائق مسربة من محاضر اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

وأضافت المصادر أن إيران تبذل مساعي حثيثة لتفعيل خط ترانزيت نقل بري عبر العراق إلى سوريا إلى جانب خط ملاحي منظم وغير منظم بين إيران والموانئ السورية، بهدف تنشيط خط تجاري معزول لتجنب العقوبات الاقتصادية الدولية، ويطلق على هذا المشروع في إيران ممر الشرق – غرب.

وتواجه الاتفاقيات والمشروعات الإيرانية في سوريا صعوبات وعراقيل كثيرة في سوريا، تتصل بالقوانين والتشريعات الناظمة للنشاط الاقتصادي في سوريا، بما يشوب تنفيذها من فساد إداري مستفحل، بالإضافة إلى العراقيل السياسية المتعلقة بالوجود الأميركي في سوريا، وعراقيل أخرى تتعلق بعدائية السوريين للتواجد الإيراني على أراضيهم”.

وصرح مساعد وزير الاقتصاد الإيراني علي فكري خلال زيارة تفقدية لمعبر البوكمال – القائم على الحدود السورية – العراقية في أيار الماضي، بأن “ترانزيت السلع مع سوريا لا يزال الحلقة التجارية المفقودة في ممر الشرق – غرب”.

وقال رئيس ديوان الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي إن الزيارة “تنسجم مع تنفيذ الاتفاقات والمشاركة في القمة الخامسة عشرة للجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وسوريا”.

وأشار جمشيدي إلى أن رئيس حكومة النظام السوري سيشارك في قمة التعاون الاقتصادي واجتماعات مع الرئيس الإيراني ورئيس البرلمان وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي.

وذكر المسؤول الإيراني أنه “تماشياً مع تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا هذا العام، سيتم التوقيع على وثائق التعاون خلال هذه الزيارة”، مشيراً إلى أن المحادثات تشمل “التعاون الاقتصادي المكثف في مجالات الجمارك والمصارف ومناطق التجارة المشتركة والسياحة والطاقة وإمدادات الطاقة”.

وخلال اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين إيران والنظام السوري في طهران الأربعاء الماضي، قال وزير الطرق الإيراني مهرداد بذرباش إنه “خلال الأشهر الأخيرة تم التوصل إلى توافقات جيدة بهدف التسريع في وتيرة المشروعات المتفق عليها، بما في ذلك مشروع إنشاء مناطق حرة مشتركة مع سوريا والذي سيدخل مرحلة التنفيذ قريباً”.

ودعا بذرباش إلى تشكيل لجنة دائمة للطاقة بين الجانبين لتواصل نشاطها حتى تنفيذ مذكرات التفاهم الثنائية حول الغاز والكهرباء، مؤكداً على ضرورة إكمال مشروع الربط السككي، لكونه يسهم في تعزيز تجارة الترانزيت بين البلدين”.

وأعرب الوزير الإيراني عن استعداد شركة السكك الحديدية الإيرانية دراسة موضوع إصلاح السكك الحديدية في الجانب السوري، الذي تعرّض لتفكيك بشكل كامل في الأراضي السورية خلال السنوات الأخيرة.

ووصل وفد وزاري يترأسه رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس وكل من وزير الزراعة والإصلاح الزراعي محمد حسان قطنا وزير الكهرباء غسان الزامل ووزير الصناعة عبد القادر جوخدار ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فادي سلطي الخليل وحاكم مصرف سوريا المركزي محمد عصام هزيمة ومدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية محمد حاج إبراهيم، الجمعة 8 كانون الأول الجاري للمشاركة في اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية سانا فإن الوفد سيجري مباحثات في جميع نواحي التعاون، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي وآليات تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا في أيار الماضي.

وأبرم النظام السوري مع الجانب الإيراني خلال زيارة إبراهيم رئيسي في أيار الفائت اتفاقيات حازت بموجبها إيران على استثمارات عديدة منها مبقرة زاهد في طرطوس وأخرى في دير الزور مجموع أراضيهما الزراعية خمسة آلاف هكتار ومناجم فوسفات وآبار نفط ومشروع اتصالات ومحطات لتوليد الطاقة.