أحمد عبيد
باتت الدعارة من أكثر المهن رواجاً في سوريا، نتيجة الانفلات الأمني الذي تعيشه المنطقة، وما خلفته الحرب من انفلات اخلاقي أيضاً، مع تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لآلاف الناس الذين هُجرّوا من منازلهم بفعل المعارك والقصف.
لريف دمشق الغربي نصيب كبير من هذه الشبكات، حيث تنتشر مئات المنازل في مدنه وبلداته، والمؤشرات والمعلومات الواردة تؤكد تورط ضباط بمختلف المستويات بإدارة القسم الأكبر من هذه الشبكات والمنازل بشكل شخصية تارةً، وعن طريق عناصرهم ومواليهم من عناصر الدفاع الوطني تارةً أخرى.
مصدر من أهالي بلدة جديدة عرطوز قال لـ”صوت العاصمة” أن أكثر من عشرة منازل في مناطق مختلفة داخل البلدة تعمل “بالدعارة” بشكل علني، بعضها بإدارة عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني ومتطوعين بالفرقة الرابعة في البلدة، مشيراً إلى أنها غير مرتبطة ببعضها البعض، وكل منها يعمل بشكل فردي ومستقل.
ولفت المصدر أن عدد الفتيات العاملات في كل منزل يتراوح بين ٨ إلى ١٢ فتاة معظمهن مجهولات الهوية ولا يعملن بأسمائهن الصريحة، مؤكداً أن البلدة لا تخلوا من عمل بعض فتياتها بهذا المجال لكن بشكل فردي وسري بعض الشيء، نظراً لمعرفة عائلاتهن وأصولهن من قبل أهالي البلدة ومعظم قاطنيها.
وبحسب المصدر فإن منزلين يعتبران من أهم بيوت الدعارة بريف دمشق قياساً بزبائنهما الذين يقتصرون على كبار الضباط ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال على مستوى العاصمة دمشق ومحيطها، أحدهما يديره شخص من أبناء البلدة يدعى “غياث”، وآخر يديره شاب من قرى الساحل السوري يدعى “علي” برفقة زوجته التي تطلق على نفسها اسم “عبير” بالقرب من حديقة الباسل المعروفة في منطقة السكن الأول عند مدخل البلدة.
مصدر آخر في مدينة الكسوة بريف دمشق الغربي أكدَّ وجود أكثر من خمسة عشر منزلاً للدعارة في المدينة، بينها ثمانية منازل في حي السكة، وواحد في الشارع الرئيسي واثنين في شارع الجلاد، ويتجاوز عدد الفتيات العاملات في فيها الـ ١٥٠ فتاة بشكل علني، إضافةً لوجود العديد من المنازل التي تعمل صاحباتهم بشكل فردي.
وأشار المصدر إلى أن منزلين في منطقة السكة يعملان بالدعارة بشكل علني منذ قرابة العشر سنوات، دون اكتراث أي من الجهات المعنية من قوات النظام منذ ذلك الحين، على الرغم من توجيه الشكاوي وتكرارها.
وبحسب مصادر “صوت العاصمة” فإن حي السكة يعتبر المعقل الرئيسي لتجمع ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة الكسوة منذ سنوات، والتي يزيد عدد عناصرها عن ٧٠٠ مقاتلاً بقيادات مختلفة، مشدِّداً على أن خلاف كان قد نشب بين أصحاب منزلين يعملان بالدعارة لأسباب مجهولة وصل لحشود بين مجموعات ميليشيا الدفاع الوطني وإطلاق رصاص استمر أكثر من ساعة ونصف حتى انفض بتدخل قوات النظام المتواجدة في المدينة دون اعتقال أحد من المتنازعين أو العاملين في هذه المنازل.
وأفاد مصدر من أهالي مدينة قطنا أن عدة منازل أيضاً تعمل بالدعارة في المدينة، أحدها يعمل بشكل علني بالقرب من السرايا عند مدخل المدينة، وهي المنطقة التي تعد بمثابة المربع الأمني للمدنية، حيث تبعد عنها مديرية المنطقة والسجن المركزي نحو ٥٠ متراً فقط، وشعبة الأمن العسكري لا تبعد عنه سوى ٢٠٠ متراً، ولم يشهد أية مداهمة أو إنذار من قبل الشعبة أو غيرها، مشيراً إلى أن صاحبة المنزل فتاة من سكان المدينة في الخامسة والعشرين من عمرها وهي على علاقة جيدة مع مدير سجن قطنا المركزي وعناصر السجن.
وأضاف المصدر أن منزل آخر بالقرب من منطقة الحلالة على أطراف المدينة، تعمل فيه نحو عشرين فتاة، وتعود ملكيته وإدارته لأصحاب ملهى ليلي في المنطقة ذاتها.
وبحسب المصدر فإن ضابط برتبة نقيب من مرتبات الفرقة العاشرة يدعى “حازم مبارك” يقطن في مساكن الأفراد داخل المدينة يفتتح منزلاً للدعارة بالقرب من شعبة التجنيد المجاورة للمساكن، ويشرف على إدارته شخصياً ويستعمل سيارته العسكرية لإيصال الفتيات للأعمال الخارجية، مشيراً إلى أن سيارات عسكرية تتردد بكثرة على هذا المنزل لاصطحاب الفتيات وإعادتهن للمنزل بعد عدة ساعات.
وبيَّن المصدر أن دورية مفاجئة داهمت منزل النقيب قبل عدة أشهر، واعتقلت جميع الفتيات المتواجدات داخل المنزل، إلا أنها أطلقت سراحهن صباح اليوم التالي بظروف غامضة.
وكانت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري قد كشفت عن أكبر خلية للدعارة في سوريا نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الفائت، تضم شخصيات معروفة وفنانين وتجار وضباط رفيعي المستوى، بينهم الممثل السوري “يزن السيد”، وإحدى كبار تجار الألبسة “لما الرهونجي”، ورجل الأعمال المعروف “خالد السروجي”.