بحث
بحث
الحدود السورية الإسرائيلية - صوت العاصمة

مباحثات لإبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدود الجولان

روسيا استغلت الحرب الخالية لتأخذ دور الضامن لأمن إسرائيل مقابل تخلي الأخيرة عن دعمها لأوكرانيا

كشفت مصادر دبلوماسية عن مباحثات متعددة الأطراف تهدف للعودة إلى بنود تسوية عام 2018 في سوريا التي تضمنت إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدود الجولان بعمق 85 كيلومتراً بعد أن قبلت الولايات المتحدة الأميركية ودول إقليمية على وقف تسليح المعارضة السورية، وقبول روسيا كطرف يضمن تنفيذ الاتفاق من جهة سوريا، وفقاً لموقع تلفزيون سوريا.

وبحسب المصادر فإن الإمارات تخوض في الوقت الحالي مباحثات مع كل من النظام السوري وروسيا في محاولة للعودة لتفعيل بند إبعاد الميليشيات الإيرانية عن هضبة الجولان تفادياً لإسرائيل الخيار العسكري أو التوغل في المنطقة الحدودية مع سوريا والعمل على إبعاد الميليشيات بنفسها.

وتزامنت المباحثات الحالية مع تحذيرات مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في 29 تشرين الثاني الفائت من اقتراب انخراط النظام السوري في الحرب ضد إسرائيل بعد تنفيذ الولايات المتحدة وإسرائيل للعديد من الضربات على الأراضي السورية، معتبراً أنّ تلك الضربات خرقاً لسيادة الدولة السورية على أراضيها.

وطالب القائم بأعمال وفد النظام السوري لدى الأمم المتحدة في الجلسة ذاتها بأن يضع مجلس الأمن الدول حداً للهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية مشيراً إلى تكرار الهجمات على مطار دمشق الدولي.

ونقل الموقع عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها إنّ النظام السوري وروسيا وعلى الرغم من التهديدات التي أطلقوها في مجلس الأمن لكنهما متفقان على عدم الدخول في تصعيد مع إسرائيل على الأراضي السورية لأنها لا يرغبان في زعزعة الاستقرار والهدوء وتعرض قوات النظام لخطر الاستهداف.

وأكدت المصادر بأن روسيا لا تعرقل نقل الحرس الثوري العناصر والأسلحة إلى سوريا، بل وفتحت مطاري حميميم وتدمر لإيران من أجل نقل العتاد، لكنها في الوقت ذاته لا توافق حتى اللحظة على نقل عتاد نوعي من قبيل منظومات دفاع جوي، أو صواريخ دقيقة التوجيه.

ورجّحت أن روسيا تنظر إلى التصعيد الحاصل في المنطقة على أنه فرصة لاستعادة دور الضامن لأمن إسرائيل على أمل الاستفادة أن توقف الأخيرة دعمها الاستخباري لأوكرانيا بالإضافة إلى استغلال تقاربها مجدداً مع تل أبيب والاستفادة من جماعات الضغط التابعة لها والتي تنشط في الولايات المتحدة والغرب بهدف التأثير على كمية الدعم المقدم لأوكرانيا.

ومنذ 2016 حتى اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية مطلع 2022 فتحت موسكو مع تل أبيب قناة اتصال ساخنة وتنسيقاً فعالاً على الأراضي السورية أتاح لإسرائيل تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد الميليشيات الإيرانية مقابل تأثير إسرائيل على قرار واشنطن بعض الدول الإقليمية وإقناع وقف دعم المعارضة السورية خاصة في الجنوب لكن هذا التنسيق تدهور إلى حد كبير بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن غير المستبعد أن تبدي إيران تفهماً لمصالح النظام السوري حرصاً منها على تعزيز علاقاته مع الجهات الإقليمية والدولية وقد لا تمانع فعلاً بتقليص نشاطها العسكري في الجنوب السوري والعمل على التستر أكثر داخل التشكيلات الرسمية للنظام السوري.

وأظهرت طهران طوال فترة التصعيد في غزة رغبة في عدم الزج بنفسها أو بوكلائها في مواجهة موسعة ولذا نفت مراراً مسؤوليتها عن الهجمات ضد القوات الأميركية في البحر الأحمر والعراق وشمال شرقي سوريا.

وانخفضت حدة الهجمات بعد فتح قنوات اتصال غير مباشرة بين واشنطن وطهران برعاية سلطنة عمان والحديث عن احتمالية منح الولايات المتحدة الأميركية مزيداً من الإعفاءات لإيران والإفراج عن أموال جديدة موجودة في بنوك العراق، أي أن طهران منفتحة على التفاوض الذي يحقق لها أو لوكلائها مزيداً من المكاسب