قال سفير بريطانيا في الأمم المتحدة سيمون مانلي خلال اجتماع الدورة 54 لمجلس حقوق الإنسان إن سوريا لا تزال دولة غير آمنة لعودة اللاجئين.
وأشار مانلي إلى أنّ الصراع في سوريا لم ينته بعد وأن مقتل الآلاف في زلزال شباط الماضي لم يكن بمثابة راحة من الهجمات التي شنها النظام وحلفاؤه على المدنيين، وفقاً لجريدة عنب بلدي المحلية.
وأكد أن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تزال مستمرة بشكل مأساوي في سوريا وعليه لا بد من العمل من أجل الوصول الفوري والمستدام دون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
وطالب المجتمع الدولي بالعمل معًا من أجل الوصول الفوري والمستدام ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
ولفت إلى الابتزاز الذي يواجه اللاجئون العائدون إلى سوريا والاعتقال التعسفي وسوء المعاملة على أيدي الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، مؤكدًا أن العديد منهم قد اختفى بمن فيهم الأطفال أثناء عودتهم.
وأوضح أنّ النظام السوري يدّعي الترحيب بعودة اللاجئين من الدول المجاورة لكن على أساس أدلة تلك الانتهاكات فلا يمكن الوثوق به.
وذكر أنّ الوفيات بين المدنيين والقيود على المساعدات والاعتقال التعسفي تؤكد أن بشار الأسد “لا يبالي بحياة الشعب السوري ويجب ألا نتخلى عنهم”.
وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا باولو بينيرو إن التطبيع مع النظام السوري دون معايير واضحة وملموسة لن يخرج سوريا من المأزق.
وأشار بينيرو خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الدورة 54 إلى أن الجمود الحالي في سوريا لا يمكن التسامح معه وأن شباب سوريا اليوم “يفرون من بلدهم بأعداد كبيرة تاركين خلفهم دولة مجزأة واقتصادًا منهارًا وبيوتًا مدمرة وفقدوا الشعور بأنهم يملكون مستقبلا في بلدهم”
وأضاف أن السوريين يرون ألا مستقبل لديهم في بلدهم مؤكدًا في الوقت نفسه على أن سوريا ما تزال غير آمنة لعودة اللاجئين.
وقالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا في تقريرها الدوري الأحدث إن انعدام الأمن المتفشي في المناطق البعيدة عن جبهات القتال يجعل العودة الآمنة للاجئين السوريين “أمرًا مستبعدًا”.
ووثقت اللجنة الأممية في تقريرها الصادر 12 من أيلول حالات للاجئين سوريين عائدين من دول الجوار تعرضوا لسوء المعاملة من طرف أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري وتعرض بعض منهم للابتزاز مقابل إطلاق سراحهم بينما تعرض بعضهم الآخر للاعتقال من طرف هذه الأجهزة ومازال عديد منهم بينهم أطفال في عداد المفقودين حتى الآن.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية في 18 أيلول الجاري أنّ النظام السوري يسعى باستمرار إلى رمي مسؤولية عدم استقبال النازحين على عاتق المجتمع الدولي بذريعة عدم تجاوبه مع دعوته للمساهمة في إعمار سوريا.