صوت العاصمة – خاص
كشف مصدر عامل في مجلس محافظة دمشق لصوت العاصمة السبت 16 أيلول الجاري أنّ اللجنة المسؤولة عن التحقيق بحادثة انهيار شرفات مبنى يطل على ساحة المالكي قبل نحو أسبوع التفت على قضايا الفساد المتعلقة وحمّلت الحادث لأسباب طبيعية.
وعرضت اللجنة على النتائج الأولية لتحقيقها على القضاء المختص والتي جاء فيها أنّ البناء تصدّع جراء الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في شباط الفائت.
وأشارت نتائج التحقيق إلى أنّ البناء متصدع ما قبل وقوع الزلزال جراء سقوط عشرات القذائف في المنطقة قبل أكثر من خمس سنوات إبان تواجد فصائل المعارضة السورية في بعض مناطق دمشق وريفها.
وبررت اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة الانهيار من قبل محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي أعمال التفريغ والحفر أسفل المبنى بأنها أعمال صيانة لقناة مياه جارية تسببت أيضاً بهبوط التربة.
وأكّد المصدر أن كريشاتي والمكتب التنفيذي يسعون لإجراء تسوية للموضوع خلال أيام عن طريق القضاء والنيابة العامة بتحميل المسؤولية للمتعهد المنفذ والمهندس المشرف وبعض العمال، وإلزامهم بترميم المبنى وإعادة تأهيله.
وأوضح المصدر أنّ مجلس محافظة دمشق قدم طلباً إلى الفرع 40 التابع لجهاز أمن الدولة المسؤول عن الملف الأمني للمنطقة والذي يحظر دخول آليات هندسية وأعمال الحفريات للسماح بدخول آليات إنشاءات هندسية من بينها جرافة إلى حي المالكي المصنف كمنطقة أمنية والعمل على تفريغ أرضية المبنى، بذريعة تنظيف مجرى نهر مجاور.
ولفت إلى أنّ وسيم قطّان استغل علاقاته بمسؤولين أمنيين للحصول على الموافقة الأمنية من الفرع 40 وإدخال ورشة الحفريات إلى المنطقة لتباشر عملها في تفريغ مساحة لإنشاء قبو.
وأكّد مصدر عامل في المديرية العامة للمصالح العقارية لصوت العاصمة ما تداولته حسابات وصفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي حول ملكية الطابق الأرضي من البناء لرجل الأعمال وسيم قطّان الذي برز اسمه خلال سنوات الحرب السورية والمقرب من ماهر الأسد، ويشغل مناصب في غرف التجارة السورية ورئيس المجلس السوري العُماني، فضلاً عن امتلاكه لعدة استثمارات أخرى في دمشق.
وذكر أنّ وسيم قطان اشترى الطابق الأرضي والذي تبلغ مساحته 200 متر مربع من المساحة الإجمالية للبناء البالغة 900 متر مربع، بالإضافة إلى حديقة مجاورة تقدر مساحتها بنحو 300 متر.
ووصف المصدر العقاري حادثة انهيار شرفات البناء المطل على ساحة عدنان المالكي بـ”الحادثة المقصودة” لإجبار مالكي المبنى على بيع حصتهم العقارية إلى القطّان ومقربين منه.
ووصل عدد العقارات المملوكة لوسيم قطّان ورجال أعمال صغار يعملون لصالحة إلى أكثر من 30 عقاراً في أحياء المالكي وأبو رمانة والروضة في دمشق، وفقاً للمصدر العقاري.
وعلّق شهود عيان على حادثة انهيار شرفات المبنى قبل نحو أسبوع بأنّ وسيم قطان بدأ بعد شرائه للطابق الأرضي بإنشاء قبو أسفل البناء عن طريق التفريغ والحفر، مرجحين أنّ أعمال التفريغ سببت ضعفاً في الهيكل الإنشائي.
ووقعت حادثة انهيار الشرفات في 12 من أيلول الجاري دون أي توضيح رسمي من قبل مجلس محافظة دمشق أو المؤسسات المختصة.
واكتفى محافظ دمشق بتكليف لجنة تحقيق هندسية تضم مهندسين من مجلس محافظة دمشق ونقابة المهندسين وكلية الهندسة المدنية للكشف عن أسباب الانهيار وتحديد المتسبب خلال مدة 24 ساعة، دون إعلان رسمي أي من نتائجها.