R
صوت العاصمة – متابعات
على مدى خمس سنوات تعرف السوريون على مناطق في بلدهم لم يكونوا قد سَمعوا بها سابقاً، بعد دخول معظم محافظات السورية الثورة الشعبية والحراك المسلح الذي تلاها.
بلودان، اسم لا يعرفه فقط السوريون، بل جميع العرب، المصيف المحبب لكل من يقصد دمشق، عرفت بالقصور والفلل الفخمة المبنية فيها، والتي كانت مقصداً لكل سائح، فضلاً عن مناخها الرائع صيفاً وقربها من أسواق تجد فيه أفضل البضائع التي تأتي تهريباً من الدول المجاورة.
بلودان التي اختفى اسمها من الإعلام الموالي والمعارض، تعيش اليوم تحت حكم العسكر المحتل، أجنبياً كان أم محلياً، لا وجود فيها لأي معارض ضد النظام السوري، حتى النازحين هُجروا منها بفعل ميليشيا حزب الله اللبناني، لتتحول المدينة من مصيف وأجمل بقاع سوريا، إلى ثكنة عسكرية ومعتقلات سرية يديرها غرباء عن سوريا.
تخضع المنطقة لسيطرة الفرقة الرابعة وميليشيا حزب الله اللبناني بشكل كامل، حيث يمنع الدخول إليها أو الخروج منها إلا بموافقتين أمنيتين مستقلتين، إحداهما من الرابعة والأخرى من الحزب، جميع من بقي في المدينة من المواليين والكثير منهم أُجبر على التطوع في صفوف الميليشيات لضمان بقائه في المدينة، إن كان من سكانها الأصليين، أو من الذين نزحوا إليها إثر القصف على المناطق المجاورة.
حولت الفرقة الرابعة والميليشيات الموالية أغلب مطاعم المنطقة إلى ثكنات عسكرية، ومقرات لإدارة العمليات في الزبداني ومضايا، كما أن تلك الميليشيات قامت بتعفيش كافة الفلل والقصور والمنازل الفارغة من سكانها، وأجبرت مئات النازحين من الزبداني تحديداً بالخروج إلى مناطق أخرى عبر عمليات تهجير ممنهجة تمثلت بالاعتقال والتعذيب والمضايقات والتحرش بالنساء، حتى لم يبقى فيها إلا من يواليهم حتى النخاع.
وفي اعلى قمة في بلودان، تحولت استراحة الأسد سابقاً إلى مقر عسكري لضباط إيرانيين ولبنانيين وروس، يقيمون في المنطقة ولا ينزلون إلى دمشق إلا للضرورة، يديرون العمليات العسكرية في المنطقة والمناطق المحيطة، ويدخلون إلى لبنان عبر المنافذ الجبلة في بعض الأحيان.
بالرغم من السيطرة العسكرية للميليشيات الشيعية، تحوي المدينة سكاناً من جميع الطوائف، ليس المهم أن تكون شيعياً، بل أن تكون موالياً حتى العظم حتى تستطيع الحصول على موافقة للسكن في بلودان.