حذّر محللون اقتصاديون من تأثير القرارات الحكومية التي صدرت الثلاثاء 15 آب الجاري على أسعار 360 سلعة ومادة نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل والتخزين.
وأكّد الخبير الاقتصادي عامر شهدا أنّ رفع أسعار المحروقات بنسبة 166% سيؤدي لرفع أسعار معظم المواد والسلع التي تدخل المحروقات في أحد مراحل إيصالها للمستهلك، بحسب موقع غلوبال المحلي.
وأوضح شهدا بأن قرارات رفع أسعار المشتقات النفطية سيؤدي إلى مزيد من التضخم وانخفاض القوة الشرائية كما ستتأثر عملية الإنتاج نتيجة ارتفاع سعر الفيول لافتاً إلى أن التضخم سيأكل الوافر في الموازنة الناتجة عن رفع الدعم بسبب غياب سياسة نقدية مجدية.
وقال الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور عابد فضيلة إنّ المقصود بتخفيف الدعم هو رفع أسعار المحروقات وبالتأكيد سيؤدي رفع أسعار المحروقات إلى ازدياد نسبة التضخم وارتفاع مستوى أسعار كل شيء بنسبة أكبر من نسبة زيادة الرواتب.
وبيّن الخبير الاقتصادي جورج خزام بأن مصدر تمويل زيادة الرواتب التي صدرت بنسبة 100% هو رفع أسعار المحروقات مع إلغاء الدعم وبالتالي فإن الزيادة بأسعار السلع الأساسية شهرياً التي تحتاجها الأسرة هي 300 ألف ليرة أي ازداد مصروف العائلة بمقدار 200 ألف ليرة بالحد الأدنى.
واعتبر خزام أنّ زيادة الرواتب لن تحقق الغاية منها بزيادة القوة الشرائية كما أن رفع الدعم بشكل جزئي سيؤدي إلى عجز الموازنة وزيادة التضخم وانخفاض القوة الشرائية مجدداً.
وبحسب المحلل الاقتصادي شادي أحمد فإنّ أي قرار حكومي لا يحظى بتأييد شعبي لن يحقق أهدافه، مضيفاً أنّ حلفة التواصل بين المواطن والحكومة مفقودة.
ودعا أحمد إلى وضع ناطق رسمي باسم الحكومة يوضح للمواطنين أسباب اتخاذ هذه القرارات، مؤكداً بأن المواطن السوري قادر على تفهم الوضع الاقتصادي الصعب.
وشهدت العاصمة السورية صباح اليوم أزمة مواصلات عامة نتيجة امتناع سائقي وسائط النقل العامة عن العمل نتيجة رفع أسعار المحروقات كما امتنع تجار الجملة والتجزئة عن بيع منتجاتهم لإعادة احتساب كلفتها.
وأصدر بشار الأسد مرسوماً تشريعياً يقضي بزيادة الأجور والرواتب بنسبة 100% لكافة العاملين المدنيين والعسكريين والعمال المؤقتين وعمال المياومة إضافة للمتقاعدين، اعتباراً من شهر أيلول المقبل.
وتلا الإعلان عم مرسوم زيادة الرواتب ثلاثة قرارات لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تقضي برفع سعر المحروقات ووصل سعر ليتر المازوت الحر إلى 11550 ليرة سورية والمازوت المدعوم إلى 2000 ليرة سورية والبنزين أوكتان 90 إلى 8000 ليرة سورية، وتحديد سعر الطن الواحد من الفيول للقطاعات الصناعية بـ7 مليون و887 ألف ليرة، وطن الغاز السائل بـ9 مليون و372 ألف ليرة.
وواصلت الليرة السورية خسارة قيمتها مقابل العملات الأجنبية وبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في سوق دمشق السوداء 14700 ليرة سورية للدولار الواحد.