بحث
بحث
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبشار الأسد - انترنت

التطبيع العربي مع بشار الأسد يعود بنتائج عكسية

اعتبر الباحث الأمريكي ومدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر أن التطبيع العربي مع بشار الأسد عاد بنتائج معاكسة للمسار المتوقع.

ونقلت مجلة فورين بوليسي عن ليستر قوله إنّ بشار الأسد رفض تقديم أي تنازلات أو تحقيق مطالب الدول العربية التي ساهمت في إعادته إلى الجامعة العربية لتحقيق نوع من الاستقرار في سوريا.

وأضاف ليستر أنّ بشار الأسد أبلغ مسؤولين أممين قبل عدة أسابيع أنه لا ينوي إعادة التواصل مع اللجنة الدستورية ولن يلبي أي متطلبات عربية وفق مبادرة خطوة مقابل خطوة التي طرحتها الأردن.

وأشار إلى أنّ النظام السوري تنصل من بعض التفاهمات فيما يتعلق بإيصال المساعدات لنحو 4.5 مليون سوري يقيمون في منطقة ضيقة في شمال غرب سوريا ورفض إيصال احتياجاتهم عبر الحدود.

وقدم النظام السوري عرضاً بعد استخدام روسيا لحق النقض في جلسة مجلس الأمن المنعقدة بشأن تمرير المساعدات عبر الحدود إلى سوريا بحصر إيصال المساعدات الإنسانية للمنطقة الخارجة عن سيطرته من خلاله رفق شروط تعتبر مستحيلة وتعيق وصول المساعدات وعمال المنظمات الأممية.

ولفت ليستر إلى أنّ بشار الأسد لم يلتزم بإحدى أهم المطالب العربية التي تقضي بوقف تدفق الكبتاغون إلى دول منطقة الخليج على وجه التحديد مضيفاً أنّ البيانات الواردة تشير إلى مصادرة ما قيمته أكثر من مليار دولار أمريكي من الكبتاغون سوري المنشأ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط.

وأضاف بأنّ السلطات الألمانية عثرت على منشأة لصناعة حبوب البكتاغون المخدر جنوب ألمانيا يديرها سوريون مقربون من نظام الأسد بهدف التصدير إلى دول عربية كالسعودية والإمارات والأردن والكويت وعمان التي يباع فيها قرص الكبتاغون الواحد بمبالغ تصل لـ20 دولاراً.

وأظهر اجتماع اللجنة الأمنية السورية الأردنية الذي جمع قادة الجيش والاستخبارات من كلا البلدين لمكافحة تهريب المخدرات أنّ بشار الأسد لا ينوي وقف عمليات تصدير المخدرات إلى دول المنطقة، إذ أسقط الجيش الأردني طائرة مسيرة محملة بمادة الكريستال المخدر بعد مضي أقل من 24 على عقد الاجتماع.

ونوّه الباحث الأمريكي أنّ الدول العربية كانت تأمل من بشار الأسد تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم إلا أنّ متطلباته بتقديم أموالا لإعادة إعمار البنية التحتية وعدم تقديمه ضمانات أمنية لا تدل على جديته في تحقيق تقدم بهذا الملف.

وبحسب الباحث فإنّ الأشهر الأخيرة التي تلت عملية التطبيع شهدت هجرة جديدة للسوريين عبر رحلات محفوفة بالمخاطر نحو أوروبا، معظمهم يتعرضون لحوادث غرق وعمليات نصب واحتيال من قبل المهربين أو يضلون طريقهم في الغابات على الحدود بين الدول الأوروبية.

واعتبر ليستر أنّ الانهيار المتسارع للاقتصاد السوري خلال الأشهر الأخيرة وفقدان الليرة السورية لنحو 75% من قيمتها لا يدل على أنّ بشار الأسد يقود سوريا نحو الاستقرار، خصيصاً أنّه لم يوقف عمليات العسكرية تجاه المناطق الخارجة عن سيطرته والمكتظة بالمدنيين.

وأقر الكونغرس الأمريكي منتصف أيار الفائت قانون حظر التطبيع مع النظام السوري والذي بموجبه يُحظر على الإدارة الأمريكية الحالية والإدارات المتعاقبة التطبيع مع أي حكومة سورية بقيادة بشار الأسد، كما يرفض القانون الاعتراف بتطبيع أي دولة أخرى مع النظام السوري لارتكابه جرائم حرب بحق السوريين ونشاطه بتجارة الكبتاغون ما يجعله نظاماً يشكل خطراً على الأمن الدول.