صوت العاصمة – خاص
نفذت قوى الاستخبارات الجوّية لدى النظام السوري خلال الأسابيع الماضية، حملات اعتقالات مُتكررة طالت أكثر من 70 شاب في مركز إيواء “الكهرباء” في ناحية عدرا بريف دمشق.
وقال شهود عيان لـ “صوت العاصمة” أن الاعتقالات جاءت بشكل مُباشر للشبان تارة، وعبر استدعائهم إلى إدارة المراكز عبر مُكبّرات الصوت تارة أُخرى، ومن ثم نقلهم عبر الدوريات الأمنية.
مصدر مُطلّع أكد لـ “صوت العاصمة” نقل المُعتقلين إلى فرع حرستا، التابع للاستخبارات الجوية. المصدر ذاته كان قد صرّح في وقت لاحق أن ملف حملة السلاح من عناصر المُعارضة قد تسلمه الفرع المذكور بالتنسيق مع إدارة أمن الدولة.
الاعتقال من مراكز الإيواء يأتي بغرض التحقيق في قضايا تخص انتماء هؤلاء الشبّان إلى فصائل المُعارضة المُسلحة، ليتم بعدها نقلهم إلى مركز الدريج لتجنيدهم إجبارياً في حال تمت الموافقة على تسويتهم الأمنية من قبل الأمن الوطني، الذي يمتلك مفرزة في فرع جوّية حرستا.
ووفقاً لأحد الشبّان الذين تم اعتقالهم ومن ثم تحويلهم إلى الخدمة الإلزامية، قال لـ “صوت العاصمة” إن مخابرات النظام تقوم خلال التحقيق بالتركيز على أماكن مستودعات الأسلحة المدفونة في الغوطة، وأماكن وجود المقابر التي دفنت فيها المُعارضة عناصر النظام بعد قتلهم وسحب جثثهم.
الشاب أكد نقل العديد من الشبان إلى فروع أمنية أخرى، بعد رفض التسويات الأمنية الخاصة بهم نتيجة تورطهم بأعمال “إرهابية” بحسب تصريحات النظام، أو لوجود ادعاء شخصي عليهم من قبل ذوي عناصر للنظام قضوا في الغوطة الشرقية.
ويعيش آلاف الشبان من أبناء الغوطة الشرقية، بظروف قاسية في تلك المراكز منذ آذار المنصرم، بعد أن خرجوا من الغوطة الشرقية عبر ما يُسمّى “معابر آمنة” إثر الحملة العسكرية الكبيرة التي شنها النظام السوري وحليفه الروسي على الغوطة، انتهت بخروج الفصائل نحو شمال سوريا.
النظام كان قد استغل المدنيين الغير مطلوبين أمنياً، لتجنيدهم مُباشرة من مراكز الإيواء قبل أشهر، مقابل الخروج من ذلك السجن الكبير، ووفقاً لمعلومات سابقة فإن أكثر من 4000 شاب تم تجنيدهم بعد شهرين تقريباً من خروج الفصائل، أما المطلوبين أمنياً والعناصر السابقين لدى المُعارضة هم الذين بقيوا في المراكز حتى اليوم.
ويُسمح لذوي الموجودين في مركز إيواء عدرا بزيارتهم يومي الجمعة والسبت، لمدة لا تتجاوز ثلاثة ساعات، وسط اجراءات أمنية مُشدّدة.
ووفقاً لإحصائيات النظام السوري، فإن أكثر من 100 ألف مدني خرج من الغوطة إلى مراكز الإيواء في آذار المنصرم، تقلّص عددهم إلى 42 ألف في أيار، نتيجة العودة التدريجية للأهالي إلى الغوطة الشرقية وخروج آخرين نحو دمشق، ولم تصدر أي احصائيات حول أعداد المُتبقين منذ ذلك الوقت.