اتجهت الحكومة الروسية لتحجيم سطوة فاغنر في سوريا عقب التمرد الأخير الذي قامت به الميليشيا في روسيا بعد مضي نحو ثمانية أعوام على نشاطها في الأراضي السورية.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إنّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين حمل رسالة إلى بشار الأسد تفيد بعدم السماح لفاغنر بالتحرك في سوريا أو مغادرتها إلا بإشراف موسكو.
وكشفت الصحيفة أنّ مقاتلي فاغنر في سوريا امتثلوا لأوامر روسية طلبت منهم الالتحاق بقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ووضع أنفسهم تحت تصرفها.
ويعود تاريخ وجود قوات فاغنر في سوريا إلى شهر سبتمبر من عام 2015 مع التدخل العسكري الروسي المباشر إلى جانب قوات النظام حيث اعتمدت القوات الروسية على مجموعة فاغنر لتقليل الخسائر ضمن صفوفها النظامية ولتنفيذ المهام الأمنية في سوريا إضافة إلى المهام العسكرية ضد الفصائل المعارضة وتنظيم داعش.
وتسيطر فاغنر في سوريا على حقول الفوسفات شرق مدينة حمص والتي جرى استثمارها من شركات روسية وصربية في خنيفيس والشرقية إضافة إلى منطقة الساحل غرب سوريا في عين التينة وقلعة المهالبة وحمام القراحلة وعين ليون.
وإضافة إلى تمركزها في آبار الغاز في حمص وريف دمشق، شاركت عسكرياً مع قوات النظام في محاولتين منفصلتين لاستعادة تدمر من تنظيم داعش في العامين 2016-2017 وخسرت حينها عشرات المقاتلين.
وشاركت الميليشيا الروسية خلال 2016 في معارك قرب مدينة حلب وقتل العشرات من أفراد مجموعاتها المتعاقدين مع القوات الروسية من جنسيات غير سورية وكان يسجل انتشار لها في قواعد بريف حلب.
وفي عام 2016 شاركت وحدات منها في السيطرة على أجزاء كبيرة بريف اللاذقية وأنشأت مركزا لها في مدينة سلمى أصبح مؤخراً يستخدم كمعسكر لتدريب المقاتلين السوريين في صفوفها قبل إرسالهم إلى مناطق الصراع في العالم.
وتتمركز مجموعات من فاغنر إلى جانب الروس في عدة مواقع وضمن معسكرات خاصة بهم كما تتواجد في منطقة القامشلي في أقصى الشمال الشرقي من سوريا وفي ريف حلب الشمالي ومواقع أخرى منها معسكر ربيعة في الساحل السوري الذي يستخدم لتجنيد وتدريب المقاتلين.
وتدير فاغنر شركة الصيّاد الأمنية في سوريا والتي جنّدت آلاف الشبان السوريين منذ العام 2020 منهم للقتال إلى جانب روسيا وحلفائها في ليبيا برواتب تراوحت بين 700 و1000 دولار أمريكي ومنهم من يعمل داخل سوريا برواتب أقل.