جنّدت روسيا خلال الأسابيع الماضية شباناً سوريين للقتال إلى جانب قواتها في مناطق مختلقة من العالم مقابل رواتب شهرية مغرية ووعود بمنحهم الجنسية الروسية.
ووصل عشرات الشبان المجندين قبل أسبوع على متن رحلة جوية مدنية انطلقت من مطار اللاذقية إلى مطار موسكو ومنه على متن طائرة عسكرية إلى إقليم سيبيريا في أقصى شمال شرق روسيا، وفقاً لشبكة السويداء 24.
وأوضحت الشبكة المحلية أنّ شخصاً يتم توصيفه بـ”المستقطب” عمل على تجنيد الشبان هذه المرة وفي مرات سابقة لصالح شركات أمنية روسية نقلت مقاتلين إلى ليبيا، قام بتجنيدهم والاتفاق معهم لتأدية مهمة مجهولة حتى اللحظة، لصالح القوات الروسية.
وطلب المستقطب من الشبان الراغبين بالعمل لصالح روسيا تقديم أوراق ثبوتية رسمية وجواز سفر سوري صالح لمدة عام واحد على الأقل بالإضافة لبيان وضع من شعبة التجنيد وإذن سفر.
ويتقاضى المستقطب من كل شاب مبلغاً يتراوح بين ثلاثة وأربعة ملايين ليرة سورية كشرط لتسجيل أسماءهم وتنظيم العقود.
ووقع المجندون عقوداً باللغة الروسية، دون أن يعرفوا محتواها لعدم معرفتهم بمحتواها أو وجود نسخة مترجمة للعربية.
وحصل بعض الشبان على جوازات سفر روسية بعد وصولهم إلى سيبيريا، بالاستناد لمرسوم أصدره بوتين في وقت سابق ينص على تسهيل حصول الأفراد الذين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية على الجنسية الروسية.
ونقلت السويداء 24 عن المستقطب الذي أشرف على سفر الشبان المجندين قوله إن العمل مدني وليس له أي علاقة بالأعمال العسكرية، مضيفاً “نحن همّنا نعدّل وضعنا ونستر حالنا مش أكثر”.
وأشار إلى أنّ المزيد من الرحلات ستنطلق في الأيام القادمة لمئات الشبان من كافة المحافظات السورية إلى روسيا، فيما رفض الإجابة على بقية الأسئلة التي طرحتها السويداء 24 كطبيعة المهمة ومدتها وموقعها.
ولم يتضح ما إذا كانت روسيا ستزج بهؤلاء السوريين في جبهات القتال المشتعلة منذ قرابة العامين مع أوكرانيا، فهي المرة الأولى التي يسافر فيها سوريون برحلات مدنية منظمة وبهذه الأعداد إلى روسيا.
وأشارت الشبكة المحلية إلى أن عدم معرفة المسافرين بطبيعة المهام التي ستوكل لهم، وسفرهم عبر مستقطب عمل كوسيط لدى شركات أمنية روسية، بالإضافة لمنحهم وثائق ثبوتية روسية، ترجح فرضية إرسالهم لاحقاً إلى مواقع قتالية كجنود روس.
وجنّدت الشرطة العسكرية الروسية خلال السنوات السابقة مئات الشبان السوريين عبر وسطاء محليون بينهم المخابرات السورية من عدة محافظات سوريا كمرتزقة للقتال إلى جانب ميليشيا فاغنر في ليبيا.
كما جنّدت روسيا مقاتلين سوريين لدعم القوات الأرمينية في النزاع بالتواطؤ مع النظام السوري، ونقلتهم عبر طائرات مدنية منها تابع لخطوط أجنحة الشام من قاعدة حميميم ومطار دمشق إلى مناطق النزاع.