وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير نشرته الأحد 4 حزيران الجاري مقتل أكثر من 30 ألف طفل سوري في الفترة منذ آذار 2011 وحتى نهاية أيار الفائت.
وبحسب التقرير فإنّ 30034 طفلاً قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة منهم 22982 على يد قوات النظام السوري وأجهزته الأمنية لافتاً إلى أنّ القوات الروسية قتلت ما لا يقل 2048 طفل في سوريا منذ تدخلها عسكريا إلى جانب النظام السوري.
وأضافت أنّ أكثر 5204 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منهم 3693 على يد قوات النظام السوري.
وجاء تقرير الشبكة بمناسبة “اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء” ووثقت فيه عدد الأطفال القتلى والمختفين قسرياً في سوريا منذ آذار 2011 على يد كافة أطراف الصراع.
وقالت الشبكة في تقريرها إنّ النظام السوري مارس أسوأ أشكال العدوان بحق الأطفال في سوريا في ظل النزاع المسلح الداخلي ولم تردعه عن ذلك مصادقة سوريا على اتفاقية حقوق الطفل 1993 مضيفة أن بقية أطراف النزاع قد مارست أيضاً العديد من أشكال العدوان ضد الأطفال إلا أنَّ النظام السوري تفوق على جميع الأطراف، من حيث كمِّ الجرائم التي مارسها على نحوٍ نمطي ومنهجي، والتي بلغت مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وأضافت بأنه لا يكاد يمرُّ انتهاك يتعرَّض له المجتمع السوري دون أن يسجل ضمنه أطفال وقد تراكم حجم هائل من العدوان على الأطفال على مدى السنوات الاثنا عشر السابقة.
وذكرت أن ما لا يقل عن 198 طفلاً قضوا بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار 2011 منهم 190 على يد قوات النظام السوري وأجهزته الأمنية.
وأشار التقرير إلى أنماط أخرى من العدوان يتعرض لها الأطفال في سوريا فقد مارست جميع أطراف النزاع سياسة التجنيد الإجباري كما يشكل الابتزاز الروسي بالاستخدام التعسفي للفيتو في مجلس الأمن في وجه إدخال المساعدات الإنسانية عدواناً صريحاً على مئات آلاف الأطفال المشردين قسرياً على خلفية النزاع المسلح في شمال سوريا حيث يشكل الأطفال قرابة 46 % من النازحين.
وأضاف أن الأطفال في سوريا يعيشون في بيئة شديدة الخطورة حيث زرعت أطراف النزاع المسلح في سوريا مئات آلاف الألغام الأرضية المضادة للأفراد بما فيها مخلفات الذخائر العنقودية بشكل كثيف وعلى مساحات واسعة جداً في العديد من المحافظات السورية وهي بذلك تشكل خطراً ممتداً على حياة المدنيين بمن فيهم الأطفال لعقود إلى الأمام وذلك كون ذخائرها الفرعية غالباً ما يكون لها ألوان ساطعة يُمكن أن تجذبَ الأطفال وهو ما يجعلهم الفئةَ الأكثرَ تعرُّضاً للخطر.
وأكّدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن الانتهاكات بحق أطفال سوريا هي نتيجة أساسية عن استمرار النزاع المسلح الذي امتدَّ أزيد من 12 عاماً وبسبب فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في تحقيق انتقال سياسي في سوريا والذي هو جذر الصراع والمطلب الأساسي للحراك الشعبي منذ آذار 2011 .
واعتبرت أنّ إعادة بعض الدول العربية علاقاتها مع النظام السوري يرسل رسالة إلى الملايين من الضحايا بعدم وجود أفق لأي حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254 مما يعني استمرار كافة أشكال العدوان بحق الأطفال وبقية أفراد المجتمع.
وطالبت الشبكة الحقوقية في ختام تقريرها المجتمع الدولي أن يستثمر في منظمات المجتمع المدني العاملة على إعادة تأهيل ورعاية الأطفال وبشكل خاص الأيتام والمشردين داخلياً وأن يكون ذلك على نحوٍ عاجل يشمل كلاً من الصَّعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ضمن استراتيجية إغاثية طويلة الأمد.