بحث
بحث
انترنت

التطبيع مع النظام يشعل خلافات حادة بين الدول العربية

السعودية ترى بشار الأسد على أنه واقع مفروض الآن على الأرض ويجب التعامل معه في العديد من القضايا

كشفت صحيفة فايننشال تايمز عن خلاف عربي حاد بشأن التقارب السعودي الأخير مع النظام السوري اتضحت معالمه عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عُقد الجمعة 14 نيسان الجاري في مدينة جدة السعودية، لمناقشة إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية.

وبحسب تقرير نشرته الصحيفة البريطانية الأحد 14 نيسان، فإن الاجتماع الوزاري انتهى بدون اتفاق، لتبرز انقسامات عميقة في جميع أنحاء المنطقة بعد ما يقرب من 12 عامًا من انزلاق البلاد في حرب طاحنة.

وبينما تحركت بعض الدول لتطبيع العلاقات مع النظام السوري تعارض دول أخرى بشدة قائلة إن بشار الأسد لم يفعل شيئًا يذكر لإعادة تأهيل نفسه.

وجاءت محادثات جدة يوم الجمعة بعد أيام من زيارة وزير خارجية النظام السوري للمملكة العربية السعودية التي تدرس دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية الشهر المقبل.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الوزراء اتفقوا على مواصلة النقاش بشأن حل سياسي للصراع في سوريا وشروط للسماح بإعادة ملايين اللاجئين السوريين.

معارضة حادة للتقارب السعودي مع النظام
ونقل التقرير عن مسؤولَين مطلعَين على الاجتماع إن هناك معارضة حادة للتقارب السعودي من دول، من بينها قطر والكويت والأردن، التي تساءلت جميعها عن المقابل الذي يمكن أن يمنحه النظام السوري لقاء ذلك التقارب، بحسب أحد المسؤولَين.

إحدى نقاط الخلاف كانت حبوب “الكبتاغون” المخدر الذي يسبب إدمانًا شديدًا إذ أصبحت تجارته شريان الحياة الاقتصادي لنظام الأسد وفق المسؤول الذي قال: “لقد أصبحت سوريا دولة مخدرات، بتجارة تصل إلى أربعة أو خمسة مليارات دولار سنويًا… لا يمكننا دفع ثمن ذلك”.

“نخلع ملابسنا لإيران”
وأفاد مسؤول ثاني أنّ إعادة قبول النظام السوري في الوقت الذي تنتشر فيه القوات الإيرانية وميليشياتها في البلاد وتمارس نفوذًا على الأسد من شأنه أن يكافئ طهران وقال: “نحن نخلع الملابس للإيرانيين”، على حد وصفه.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد صرّح في شباط الماضي أن هناك إجماعًا متزايدًا في المنطقة على أن عزل سوريا لا يجدي نفعًا، كما زار الأسد كلاً من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في وقت سابق من هذا العام.

وأشار علي الشهابي المعلّق والسياسي السعودي المقرّب من الديوان الملكي إلى أنّ السعودية ترى بشار على أنه واقع مفروض الآن على الأرض ويجب التعامل معه في العديد من القضايا ليس أقلها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في السعودية والذين يريدون العودة إلى ديارهم بالإضافة إلى المخدرات وقضايا أخرى.

مسؤولون مطلعون آخرون قالوا إن مصر التي تضمّ مقر جامعة الدول العربية تخلت بشروط عن معارضتها للأسد لكنها تريد على الأقل إظهار التقدم في حل سياسي.

قال وزيرا الخارجية السعودي والنظام السوري في اجتماع جرى الأسبوع الفائت إنهما بحثا شروط الحل السياسي وعودة اللاجئين، وكذلك التصدي لتهريب المخدرات.

موقف الولايات المتحدة
وبحسب التقرير البريطاني فإن ذوبان الجليد في العلاقات العربية مع نظام الأسد قد يؤدي إلى إثارة غضب الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على ذلك النظام على الرغم من أن واشنطن لم تتخذ إجراءات ضد حليفتها الإمارات لاستضافتها الأسد هذا العام وكذلك في عام 2022.

وتحركت السعودية إلى جانب الإمارات العربية المتحدة لنزع فتيل التوترات مع إيران ولحل حرب طويلة الأمد في اليمن ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، كما تبادلت السعودية مع الحوثيين مئات الأسرى عقب أقل من شهر من استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران.