بحث
بحث
انترنت

تجارة المنظفات “الفرط” تزدهر في الأسواق المحلية

مختصون حذروا من استخدام المنظفات مجهولة المنشأ ومركباتها تسبب أمراضاً جلدية وصدرية

ازدهرت تجارة مواد التنظيف المصنعة بطرق بدائية وزاد إقبال الأهالي عليها بعد وصول نفقات الأسرة من المواد المصنعة بشكل علمي من قبل شركات مختصة إلى ما يعادل راتب موظف حكومي.

وبحسب موقع أثر برس المحلي فإنّ معظم الناس في سوريا يبحثون عن حلول بديلة لأي من احتياجاتهم الأساسية عند ارتفاع أسعارها وعلى الرغم من الأضرار الجانبية لمواد التنظيف المصنعة شعبياً وعدم فعاليتها إلا أنها كانت خياراً لا بدّ لمواجهة ارتفاع الأسعار.

وقالت روعة وهي ربة أسرة في دمشق إنّ كلفة منزلها من المنظفات كسائل الجلي ومسحوق الغسيل وشامبو الاستحمام ومعطر الأرضيات بلغت 80 ألف ليرة سورية في الشهر الواحد.

وأضافت السيدة “لم يعد أمامي خياراً سوى استبدال شراء مواد رخيصة بالمواد المختومة، فسعر علبة الشامبو من الحجم المتوسط والمختومة 25 ألفاً تكفي لمدة عشرين يوم أما في حال تم شراؤها فرطاً فإن سعر عبوة الشامبو المعبأة بطريقة يدوية وبحجم ليتر ونصف 12 ألفاً وتكفي لمدة شهرين ما يعادل ربع القيمة التي سأنفقها على شراء المواد الأصلية”.

وقال سليمان صاحب محل صغير لبيع مواد التنظيف “الشعبية” كما أسماها لكونها تناسب أكثر من 70% من الأهالي، إنه يعمل في هذه المهنة منذ ثلاث سنوات مشيراً إلا أن الطلب على منتجاته زاد في الأشهر الأخيرة.

وأوضح أنّ سعر مسحوق الغسيل بوزن 2 كيلوغرام مختوم من الشركات الخاصة بصناعة المنظفات يبلغ 35 ألف ليرة سورية بينما المسحوق الذي يباع فرطاً سعر الكيلو منه 9 آلاف ليرة وتباع عبوة الجلي المعبأة بعبوات بلاستيكية فارغة بسعر 3 آلاف ليرة بينما المختومة بـ8500 ليرة في حين المعطر والكلور يباع معبأ بعبوات بلاستيكية أو يوضع بأكياس نايلون حسب ما هو متوفر فسعر النصف ليتر منه 2000 ليرة بينما المصنعة من قبل العلامات التجاري تباع ذات الكمية من المعطر بـ8 آلاف ليرة والكلور بـ6 آلاف ليرة.

ويبيع سليمان إلى جانب المنظفات المناديل الورقية والكيلو منه 23 ألفاً ولكنه يكفي لأكثر من شهر بينما كيس المحارم مختوم بـ11 ألفاً بالكاد يكفي لأسبوع؛ علاوة على حفاضات الأطفال وجميعها تباع بالكيلو من دون معرفة الجهة المصنعة وتتفاوت في جودتها.

وحذر الطبيب المتخصص في الأمراض الجلدية أحمد أحمد من استخدام مواد تنظيف لا تخضع لمعايير التصنيع العلمية لأنها مؤذية لافتاً إلى أنه استقبل كثيراً من الحالات التي تكون السيدات فيها مصابات بحساسية أو حروق لاستخدام تلك المواد.

وأكّد رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز معقالي أن بيع مواد التنظيف من مساحيق غسيل ومواد جلي وشامبو ومنظفات فرطاً أو كما يسمى بالكيلو أمر خاطئ.

وبيّن المعقالي أنه عند وضعها في أكياس نايلون أو علب بلاستيكية ولا يوضع اسم المعمل المنتج فذلك كي لا يحاسب المعمل وحتى يتهرب من المسؤولية مضيفاً “أي معمل يطرح مادة بمواصفات عالية يجب أن يضع اسمه على العبوة ومواد التنظيف التي تباع فرطاً تكون رخيصة وذلك لرداءة المواد الداخلة في تصنيعها”.

وتابع رئيس جمعية حماية المستهلك بأنّ الجمعية طلبت من مديرية التموين سحب عينات لإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من سلامة استخدامها وفي حال صدرت نتائج مخالفة سيتم محاسبة البائع الذي لا ذنب له في صنع المواد لكنه يبيع مواداً مجهولة المنشأ.

وطالب المعقالي من المستهلكين ألا ينجروا وراء المنظفات الرخيصة نظراً لآثارها الصحية خلال استعمالها على باليد مباشرة أو استنشاق روائحها.