بحث
بحث
مقبرة باب صغير - صوت العاصمة

زينة المقابر..  رحلة الآس إلى أسواق دمشق

رحلة الآس تبدأ قبل ثلاثة أيام من عيد الفطر وتبدأ من غابات الساحل السوري إلى أسواق دمشق والمحافظات الداخلية

ترتبط زيارات السوريين عموماً والدمشقيين على وجه التحديد للمقابر بوضع عيدان من نبات الآس على القبور، وخصيصاً في زيارتي عيد الفطر وعيد الأضحى.

ومع حلول عيد الفطر السعيد بعد أيام تبدأ زيارة المقابر أولى الوجهات التي تتزامن مع تكبيرات العيد التي تصدح في المآذن، ومن المشاهد الطبيعية رؤية باعة الآس في الساحات العامة والأسواق والطرق الرئيسية.

وتبدأ محافظتي دمشق وريفها باستقبال الآس قبل حلول العيد بيومين قادماً إليها من الساحل السوري حيث يقوم البعض بنقله عبر شاحنات صغيرة إلى أسواق دمشق أو إلى أشخاص محددين بناء على توصية مسبقة أو يقومون ببيعها هم من دون وسيط، حسب موقع أثر برس.

وقال أبو علي أحد أهالي بلدة الدريكيش بريف طرطوس “قبل العيد بيومين نتوجّه أنا وعائلتي إلى الحراج حيث توجد أشجار الآس، نقوم بقص الأغصان وتوضيبها ضمن حزم، ثم أضعها بسيارتي وأنقلها إلى دمشق حيث يوجد هناك شخص أتفق معه كل عيد على تزويده بالآس ليقوم ببيعه”

وبيّن أبو علي أنه لا توجد أسعار محددة للآس وإنما حسب أجور النقل والاتفاق الذي يتم عند تسليم الآس، مضيفاً: “أنا أبيع بأسعار رمزية لأننا لا نتكلف شيئاً من زراعة وتكاليف إنتاج وري وغيره باعتبار الآس يظهر تلقائياً في الحراج، لكن أجور النقل المرتفعة تزيد من سعر الآس”.

وأكد أبو علي أن قص أغصان الآس وبيعها يعد مصدر رزق لعدد من العائلات خاصة في الأعياد، إذ يكون الناس بحاجة إلى أي مبلغ مالي ليساعدهم على تدبّر حاجات المنزل.

وقال أخصائي وقاية النبات “غاندي جروخ” إن أشجار الآس تنتشر إلى جانب أشجار البلوط والسنديان والسرو على امتداد الحراج في الساحل السوري، حيث يقوم الأهالي بقص أغصان أشجار الآس عشية الأعياد لوضعها على قبور ذويهم صبيحة العيد، ومنهم من يقوم بنقلها إلى أسواق المدينة في طرطوس وبانياس، وإلى دمشق والمحافظات الداخلية التي لا يوجد فيها الآس.

وعزا جروخ السبب وراء انتشار الآس في الحراج بالساحل السوري إلى المناخ المعتدل السائد والذي يساعد الآس على النمو بكثرة خاصة أنه من الأشجار البعلية كالبلوط والسرو والسنديان.

وأشار جروخ إلى أن هناك عائلات تقوم بزراعة أصناف مهجنة من أشجار الآس في حديقة المنزل للاستفادة من الثمار حب الآس، وهي أصناف مروية وليست بعلية كأشجار الآس التي توجد في الحراج.