أدت الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار في الأسواق السورية إلى تحويل الأفراح والمناسبات إلى همٍ يُثقل قلوب السوريين لعجز الكثيرين عن تغطية هذه النفقات، وخصيصاً عيدُ الأم الذي غابت عن احتفاليته الهدايا وقوالب “الكاتو” بحسب موقع أثر برس.
وبحسب الموقع فإنّ أسعار قوالب الكيك خلال عيد الأم ارتفعت بنسبة 100%، وبلغ سعر قالب الكيك الصغير نحو 40 ألف ليرة سورية، في حين تراوح سعر القالب الذي يكفي لـ8 أشخاص بين 65 ألف ليرة و100 ألف ليرة، حسب الإضافات والحشوة وموديل القالب.
وقالت سمر وهي موظفة في القطاع الحكومي إنّها لن تشتري قالب كيك لوالدتها في عيد الأم، فسعره يساوي راتبها الشهري كاملاً، مضيفة أنها ستكتفي بتقديم هدية بسيطة تتناسب مع دخلها.
وأكّد أصحاب محال صنع وبيع الحلويات أنّ المواد الأولية التي تدخل في صناعة قالب الكيك من البيض والطحين والسكر والزيت ارتفع سعرها بشكل كبير ويتغير كل يوم إضافة إلى أن هناك مشكلة لديهم بعدم توفر المازوت والغاز وعدم استلامهم مخصصاتهم التي تكفيهم للعمل واضطراهم للشراء من السوق السوداء وهذه كلها أسباب تؤدي إلى رفع الأسعار وتغيرها بين فترة وأخرى.
وأوضح رئيس جمعية المستهلك “عبد العزيز المعقالي” أنّ الجمعية تتابع موضوع أسعار الكيك بمناسبة عيد الأم وتم توجيه كتاب إلى مدراء التموين لضبط السوق والتجار الذين يستغلون مثل هذه المناسبات السنوية لرفع أسعارهم بحجة أن هذه المناسبة مرة في العام.
وأضاف المعاقلي أنّ هناك فوضى بالأسعار بشكل غير طبيعي سواءً للكيك أو الحلويات بشكل عام ويقدر ارتفاعها بنحو 100% وهو شيء مقلق للغاية، حسب تعبيره.
وأشار رئيس جمعية المستهلك إلى أنه عدم وجود أي مبررات لهذا الارتفاع وهو دليل فوضى بالأسواق بشكل عام وبعض من أصحاب المحال يتخذون من حوامل الطاقة والمازوت والغاز حجة لرفع أسعارهم بهذا الشكل الفوضوي.
وانعكس ارتفاع الأسعار على كامل طقوس عيد الأم الذي اعتاد فيه السوريين تقديم هدايا لأمهاتهم، وغالباً ما تكون هذه الهدايا قطعاً ذهبية.
ومع وصول سعر غرام الذهب لأكثر من 400 ألف ليرة سورية، طالب البعض جمعية الصاغة بطرح قطع ذهبية بوزن “نصف غرام” يكون سعرها في متناول الجميع ليتمكنوا من الحفاظ على هذه العادة في عيد الأم.
وردّ رئيس جمعية الصاغة “غسان الجزماتي” بأنه لا نية للجمعية لطرح فئة نصف غرام ذهبية في الأسواق، على اعتبار أنّ سعرها يوازي تقريباً أجور صياغتها.
وأضاف الجزماتي بأنّ ثمن نصف غرام من الذهب 200 ألف ليرة سورية، أما أجرة صياغته فلن تقل عن 40 ليرة، لذلك من الأفضل شراء قطعة ذهب وزنها غرام أو غرام ونصف، خاصة أن الذهب يشتريه الناس ليكون بين أيديهم سيولة فهو زينة وخزينة في نفس الوقت.