شهدت عيادات الزواج في دمشق خلال الآونة الأخيرة، إقبالاً متزايداً على إجراء تحاليل الزواج التي تحدد سلامة أو خطورة الزواج خصيصاً بين الأقارب.
وقال مشرف عيادات الزواج في دمشق “مجد كيالي”، إنّ المعدل الوسطي اليومي لطلبات التحاليل بلغ 150 طلباً خلال شهر أيلول الفائت، وفي العديد من الأيام يكون المعدل أكثر من ذلك وتصل إلى 350 طلب تحليل يومياً.
وتكشف الاختبارات عن الخضابات الشاذة للدم، وكذلك فحص للإيدز، والتهابات الكبد، وفي حال وجود احتمالية لإصابة المواليد بأمراض وراثية يصدر تقرير بـ”منع الزواج” إلا أنه غير ملزم بمنع الزواج بين الخطيبين.
وكشف الدكتور كيالي في حديثه لإذاعة ميلودي أنه لا يوجد قانون يمنع الزواج في حال الإصابة بأمراض وراثية، حيث يتعهد الخطيبان بإكمال الزواج على مسؤوليتهما رغم معرفتها بالإصابة والنتائج المترتبة على ذلك، مشيراً إلى أنه رغم تقرير “منع الزواج” إلا أن الزيجات تحدث، وقد يتراجع البعض عن قرار الزواج، فيما يستمر آخرون تحت #ضغط من الأهل.
وقال الطبيب الأخصائي بالأمراض الوراثية “رامي جرجور” إنّ نسبة زواج الأقارب في سوريا تبلغ في المجتمعات المدنية حوالي 30 في المئة، بينما تصل في الأرياف إلى 40 في المئة، وفي بعض المناطق من الجزيرة السورية تصل إلى 70 في المئة.
وأضاف جرجور، نسبة 50 في المئة من حالات التلاسيميا ناتجة عن زواج الأقارب، إضافة لفقر الدم المنجلي وداء الكيسي الليفي، وبعض أمراض القلب والكبد، لذا يجب على الخاطبين خصيصاً الأقارب اجراء تحاليل توافق الزواج واتخاذ القرارات المناسبة بناءاً على نتيجة التحاليل.
الإقبال الأخير على طلبات الاختبار يأتي بعد أعوام من تراجع معدل الزواج في سوريا نتيجة الأوضاع الاقتصادي المتردية وموجات الهجرة التي يشكل الشباب غالبيتها.