بحث
بحث
فيس بوك

من 30 مليوناً إلى نصف مليار ليرة.. كم سنة يحتاج المواطن لشراء سيارة في سوريا؟

وشهد سوق السيارات المستعملة ارتفاعاً هائلاً في أسعارها رغم ندرة المحروقات وارتفاع أسعارها في السوق السوداء إلى مستويات غير مسبوقة.

لا يوجد سعر ثابت لشيء في مناطق سيطرة النظام السوري، كل سلعة مهما كان نوعها معرضة لارتفاع الأسعار والتضخم. ومع غلاء أسعار المحروقات إلى مستويات غير مسبوقة، لم تنخفض أسعار السيارات المستعملة أو الجديدة نسبياً كما كان متوقعاً، بل أصبح مجرد التفكير باقتناء سيارة حلماً لا يصل إليه معظم السوريين.

ومع اعتبار أن متوسط دخل المواطن السوري لا يتجاوز الـ 1.5 مليون ليرة سورية في العام الواحد، وفق متوسط الرواتب الذي لا يتجاوز الـ 100 ألف ليرة شهرياً، يحتاج السوري ليشتري سيارة مستعملة موديل 2006 في العاصمة السورية دمشق ما بين 35 إلى 50 عاماً.

وشهد سوق السيارات المستعملة ارتفاعاً هائلاً في أسعارها رغم ندرة المحروقات وارتفاع أسعارها في السوق السوداء إلى مستويات غير مسبوقة.

وزادت أسعار السيارات في مناطق سيطرة النظام السوري بنسبة 40% على الأقل مقارنة بالعام الماضي، بسبب انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار في السوق السوداء إلى 4450 ليرة سورية، إلى جانب التضخم الهائل الذي يكتسح كل الأسواق السورية.

كم بلغ سعر السيارة المستعملة في دمشق؟

وما ينطبق على دمشق ينطبق على غيرها من المحافظات والمدن الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، حيث تبدأ أسعار السيارات المستعملة من 30 مليون ليرة سورية بالحد الأدنى للسيارات القديمة والتي تحتاج إلى بعض التصليحات لكنها جيدة نوعاً ما، وصولاً إلى 500 مليون ليرة للسيارات الأجدد والنظيفة.

وقال شامل أبو الهدى، مالك أحد معارض السيارات في دمشق، إن أسعار السيارات المستعملة والجديدة في سوريا هو من بين الأغلى في العالم للعديد من الأسباب.

وأضاف في حديث مع موقع “تلفزيون سوريا”، أن قلة المعروض من السيارات الجديدة أو المعدلة مع توقف الاستيراد من معظم دول العالم إلى سوريا زاد من أسعارها بشكل رهيب، ما جعل السوق الأبرز في سوريا اليوم هو للسيارات المستعملة.

ولفت أبو الهدى إلى أن السبب الثاني في غلاء السيارات في سوريا حتى ما قبل عام 2011، هو التعرفة الجمركية المرتفعة والضرائب على السيارات والتي تصل إلى 200% من سعرها على الأقل، وهذا ما جعل سوريا بين الأسواق الأغلى عالمياً، مقارنة بلبنان على سبيل المثال.

وبيّن أنه “في لبنان الذي يبعد عن دمشق أقل من ساعة بالسيارة، تجد فيها سيارات نوع مارسيدس وبي إم دبليو وأودي وغيرها بأسعار الهونداي والكيا والتاتا (الهندية) في سوريا، وأحياناً بأسعار أقل أيضاً”.

معظم السيارات الجديدة صيني

وبخصوص السيارات المتوفرة في معرضه أوضح أبو الهدى، أن أقل سيارة مستعملة لديه تبدأ من 50 مليون ليرة سورية نوع بيجو هاتشباك موديل 2008، وتبدأ الأسعار بالارتفاع حيث إن سيارة كيا سيراتو موديل 2008 أيضاً بـ 59 مليون ليرة، وسيارة كيا سورينتو موديل 2007 بـ 88 مليون ليرة، وسيارة نيسان أرمادا موديل 2005 تبدأ بـ 170 مليون ليرة.

وبخصوص السيارات الأجدد فمعظمها صينية أو هندية في الأسواق، حيث يبدأ سعر سيارة شيري تيغو 7 موديل 2019 من 120 مليون ليرة، أما سيارات بايك الصينية أيضاً موديل 2020 فتبدأ من 75 مليون ليرة.

هذا وقيّد النظام استيراد السيارات للمحافظة على القطع الأجنبي في البلاد، إلا عدة آلاف من السيارات الجديدة تدخل إلى الأراضي السورية دون إشعار رسمي بذلك.

ويرجع أبو الهدى سبب وجود سيارات أوروبية أو أميركية أو يابانية جديدة في سوريا خلال العامين الماضيين إلى إمكانية استيرادها عن طريق وزارات أو مديريات حكومية غير خاضعة للعقوبات ومعفية من الجمارك ثم يقوم مسؤولون ببيعها، أو عبر مصادرتها من الجمارك لأسباب مجهولة، أو تهريبها من لبنان.

وتبدأ أسعار هذه السيارات الجديدة موديلات (2021 – 2022) من 250 مليون ليرة وصولاً إلى 500 مليون ليرة حسب النوع والموديل وقوة المحرك.

امتلاك سيارة حلم لا يمكن تحقيقه

ويبدو أن امتلاك السيارات في سوريا، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة بات أمراً لا يمكن تحقيقه بسهولة، حيث يصل سعر السيارة إلى مبالغ خيالية يُحكى عنها بآلاف الدولارات أو بعشرات ملايين الليرات السورية بين سكان دمشق وريفها.

وقال شادي قوتلي أحد الطلبة الجامعيين لموقع “تلفزيون سوريا”، إن اقتناء سيارة في سوريا نادر بين الشباب اليوم، معظم من يقود سيارة هي في الغالب لعائلته وقد اشترتها قبل 10 أو 15 عاماً.

وأردف أن أسعار السيارات في سوريا لا تخضع لقوانين مضبوطة مثل كل شيء، يعني بلد تمزقها الحرب، ولا حياة طبيعية فيها وسط ندرة البنزين وغلاء سعره، ترتفع أسعار العقارات والسيارات فيها إلى اللا معقول ما يجعل الأمر غريباً جداً.

وأشار قوتلي إلى أنه كشاب جامعي في حال أمن وظيفة وبدأ يعمل فيها وأعطوه راتب 500 ألف ليرة شهرياً، ما الذي سيشتريه بالمبلغ بعد 5 سنوات، إطارات السيارة تتجاوز ذلك.

وأكّد أن “معظم الشباب السوري يفكر في الهجرة كل يوم، فامتلاك أي شيء هنا هو حلم لا يمكن تحقيقه فكيف بسيارة مستعملة مشت 300 ألف كيلو متر بـ 50 مليون ليرة عالأقل”.

وتزيد من أعباء المواطنين في مناطق سيطرة النظام أن حكومته رفعت آلية الدعم عن أصحاب السيارات من موديل 2008 فما فوق، وتسبب ذلك في العديد من الصعوبات على المستهدفين من القرار، حيث لجأ كثيرون إلى بيع سياراتهم والبحث عن موديلات أقدم لإبقاء الدعم الذي يحصلون من خلاله على القليل من الوقود والغاز بأسعار مدعومة كل عدة أشهر. المصدر: تلفزيون سوريا