تشهد المنشآت السياحية في محيط دمشق، منذ عام تقريباً، عودة تدريجية مع انتهاء العمليات العسكرية وسيطرة النظام على دمشق وريفها، ابتداءً من مضايا والزبداني وبلودان التي شهدت نهضة كبيرة على مستوى إعادة تأهيل المطاعم والمقاهي وسط إقبال كبير من قبل سكان دمشق لتلك المناطق التي اعتادوا على التنزه فيها لسنوات طويلة قبل اندلاع الثورة السورية.
وقال مدير سياحة ريف دمشق، طارق كريشاتي، خلال حديثه مع وسائل إعلام موالية للنظام، إن قرابة 25 منشأة سياحية في بلودان عادت إلى الخدمة كما تم افتتاح 15 منتزه سياحي في منطقة التكية.
وكشف كريشاتي عن عودة مالايقل عن 200 منشأة سياحية إلى الخدمة خلال 3 سنوات، وأن 75 بالمئة من هذه المنشآت عادت إلى الخدمة خلال 2017 على أن يتلوها افتتاح باقي المنشآت بحلول منتصف العام الحالي، وقال إن مديرية السياحة تتخذ كافة الإجراءات اللازمة للعمل على إعادة تأهيل المنشآت السياحية في ريف دمشق لإدخلها ضمن الخدمة قبل نهاية العام الحالي.
وقالت مصادر مُطلعة أن العمل بدأ لتأهيل مدينة الملاهي المعروفة باسم “الأرض السعيدة” على طريق المطار، إضافة إلى تأهيل بعض مطاعم المنطقة المشهورة كالقرية الشامية والريان والسيران، والتي كانت تشهد إقبالاً شعبياً كبيراً قبل عام 2011.
وأكدت المصادر أن إعادة تأهيل المنشآت سيشمل المسابح والمقاصف على طريق الغوطة الرئيسي، والتي كانت مقصد عشرات العوائل كل صيف.
وانحسرت المناطق السياحية في عمق مدينة دمشق خلال السنوات السابقة، نتيجة حصار النظام للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المُسلحة، والتي تُعتبر بمعظمها سياحية ومقصد للمتنزهين كونها على أطراف العاصمة دمشق، فيما انفردت منطقة الربوة على أطراف دمشق كونها المكان السياحي الوحيد الذي بقي متنفساً لسكان العاصمة.
انحسار المساحات السياحية في محيط دمشق، وخروج المنتزهات والمقاصف عن سيطرة النظام السوري، أجبر الكثير من رجال الأعمال على افتتاح منتزهات بديلة في ضاحية صحنايا ومشروع دمر وطريق بيروت، فضلاً عن افتتاح عشرات المطاعم الجديدة ضمن أحياء دمشق لتفادي العجز الحاصل في عدد المنشآت السياحية التي تعرضت للدمار نتيجة المعارك الدائرة في محيط دمشق منذ سبع سنوات.
وشهد قطاع السياحة في سوريا عجزاً كبيراً نتيجة امتناع السيّاح العرب والأجانب عن زيارة سوريا منذ عام 2011، فضلاً عن وصول المعارك إلى أبرز المعالم السياحية في سوريا كالقلاع التاريخية والمناطق الأثرية في تدمر وحلب ودير الزور والرقة واللاذقية.
ويحاول النظام ملياً الترويج للسياحة في سوريا، بعد سيطرته على معظم المساحات من فصائل المُعارضة المُسلحة وإخراجهم نحو ادلب، عبر استقطاب وفود صحفية وسياحية من الدول الحليفة للأسد وتشجيع أبناء تلك الدول على زيارة سوريا، لمشاهدة ما حل بها بعد سبع سنوات من الحرب المستمرة.
وذهب النظام خلال السنوات الماضية إلى فتح باب السياحية الدينية من العراق وإيران وباكستان ولبنان، بشكل دوري ومثكف اكثر مما كان عليه قبل الثورة، لأسباب سياسية عسكرية وارتباط النظام بميليشيان مساندة له قدمت من تلك البلدات.
السياحة الدينية ساهمت برفد خزينة وزارة السياحية بمبالغ مالية لا بأس بها، وفقت لاحصائيات رسمية، فضلاً عن إدخال كميات كبيرة من النقد الأجنبي إلى سوريا.
وتشير إحصائيات سابقة لوزارة السياحة، إلى بلوغ عدد سياح المناطق الدينية لـ 115 ألف زائرفي العام 2016، بعدد ليالي بلغ 500 ألف ليلة في الفنادق، أما في 2015 بلغ العدد 60 ألف زائر، وحصيلة ليالي 300 ألف ليلة.