بحث
بحث
انترنت

بشار الأسد أوشك على عقد معاهدة “سلام” مع إسرائيل عام 2011

كشف المبعوث السابق لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سوريا، “فريدريك هوف”، عن وساطة قادتها الولايات المتحدة سابقاً، كادت تتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا.

وصرح “هوف” لمعهد الأبحاث الأميركي “Atlantic council“، أنه في صيف وخريف عام 2010، اتفق الجانبان السوري والإسرائيلي على أن “تقدم الولايات المتحدة مسودة معاهدة بينهما، ومن ثم تنقل نصها بين دمشق والقدس للتعليقات والمراجعات المقترحة”.

وقال “هوف” إن الوساطة الأميركية الهادفة إلى السلام بين إسرائيل وسوريا اكتسبت زخماً كبيراً آنذاك، مضيفاً أنه في بداية 2011، تم إحراز تقدم كبير في تحديد السمات البارزة ل “خط 4 حزيران/يونيو 1967″، وهو الخط الذي يتعلق بالجزء العلوي من نهر الأردن، والذي يتدفق إلى بحيرة طبريا، التي تقع بين سوريا وإسرائيل، علماً أن سوريا أصرّت على أن تنسحب إسرائيل إليه بموجب معاهدة سلام، وأن ترسّم الحدود الدولية بين الطرفين.

ولفت المبعوث الأمريكي السابق إلى أن هذا التقدم أدى إلى زيادة قلق رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك بنيامين نتنياهو بشأن استعداد رئيس النظام السوري بشار الأسد “للوفاء بمطالب إسرائيل مقابل السلام”، والتي تتمثل بإعادة الاصطفاف الاستراتيجي الكامل لسوريا بعيداً عن إيران، وحزب الله في لبنان، وحماس في قطاع غزة، إلى جانب تصفية كافة التهديدات الأمنية لإسرائيل والناشئة عن العلاقات السورية بما في ذلك علاقتها بلبنان.

وطلب نتنياهو أن يجتمع أحد الوسطاء الأميركيين مع الأسد وسؤاله عن استعداده لدفع الثمن الإسرائيلي مقابل السلام، وهو الثمن المماثل الذي حددته واشنطن لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وفق هوف.

وعيّن نتنياهو آنذاك يتسحاق مولخو مبعوثاً خاصاً في المفاوضات التي حصلت، وكشف هوف أن مولخو قال خلال محادثة في القدس مع وزيرة الخارجية الأميركية حينها هيلاري كلينتون إن إسرائيل توافق مبدئياً على “انسحاب كامل” مقابل سلام مع سوريا.

وشدد مولخو، بحسب هوف، على وجود تخوف في إسرائيل من عدم التزام الأسد بخطوات جوهرية يتعين عليه تنفيذها بعد انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، معرباً عن جدية نتنياهو بشأن هذه العملية واستعداده لتنفيذ الصفقة.

وجاء كلام هوف في جزء من كتابه الجديد، الذي يحمل عنوان “الوصول إلى المرتفعات: القصة الداخلية لمحاولة سرية للتوصل إلى سلام سوري – إسرائيلي”.

ولم يخفِ هوف أن “كلا الجانبين، حاول بصورة غير مفاجئة حرف العملية بشكل يتلاءم مع أولوياته، وأن إسرائيل، رغم أنها كانت ضالعة في هذه العملية، تزايد هلعها بسبب رفض سوريا التعامل مع أي شيء باستثناء الحدود المحتملة”، بحسب هوف.