أظهر تسجيل مصوّر نشرته صحيفة الغارديان ضمن تقرير مطوّل اليوم الأربعاء 27 نيسان، عمليات إعدامٍ جماعية لمدنيين في حي التضامن جنوب دمشق، وتكويم جثامينهم في حفرة وحرقها من قبل استخبارات النظام السوري.
وقالت الصحيفة إنّ جريمة الحرب هذه ارتكبت على يد فرع الاستخبارات العسكرية 227 في حي التضامن بتاريخ 16 نيسان من العام 2013.
ووثّق الفيديو قيام ضابط باقتياد رجل معصوب العينين، ثم يأمره بالركض نحو الأمام حيث الحفرة العملاقة التي لم يكن يعلم بأنها أمامه كما أنّه لم يكن يتوقّع دوي الرصاص في جسده المفلطح بينما كان يسقط على كومة من القتلى تحته”.
وأضافت الصحيفة أنّ “واحداً تلو الآخر، تبعه المزيد من المعتقلين المطمئنين؛ قيل للبعض إنهم كانوا يركضون لاتقاء قناص قريب، بينما تعرض البعض الآخر للسخرية والإيذاء في اللحظات الأخيرة من حياتهم. بدا أن الكثيرين يعتقدون أن قتلتهم يقودونهم بطريقة ما إلى بر الأمان”.
وبعد “قتل 41 مدنياً، وتكديسهم في الحفرة، سكب القتلة الوقوج على الجثامين وأشعلوها ضاحكين وهم يتسترون حرفياً على جريمة حرب على بعد عدة أميال فقط من مقر السلطة في سوريا”.
وصرّح مارتن تشولوف، مراسل الغارديان في الشرق الأوسط، إن هذا الفيديو هو من أفظع ما رآه في الصراع السوري بأكمله، وقال إن هذه اللقطات “تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ 10 سنوات”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المعلومات التي تمّ جمعها من الاستخبارات جاءت بعد أن قام أحد عناصر الميليشيات الموالية للنظام بتسريب الفيديو من جهاز كمبيوتر وصل إليه من الفرع لإصلاحه.
وسرّب العنصر الذي أصيب بصدمة عند رؤيته لتلك المشاهد، هذا الفيديو لناشط معارض في فرنسا، ثم للباحثين أنصار شحود والبروفيسور أوغور أوميت أنجور من مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة أمسترادم، لتبدأ عملية الوصول إلى الشخص الذي ظهر وهو يقود الضحايا إلى حفرة الموت، حيث أقرّ بأنّه “قتلت الكثيرين”.