بحث
بحث
وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد يلتقي بشار الأسد في دمشق في أول زيارة على هذا المستوى منذ 10 سنوات ـ الرئاسة السورية

“أمر مخز”.. أمريكا تجدّد موقفها من التطبيع مع الأسد

زيارة ابن زايد لدمشق ليست مفاجئة، والخارجية الأمريكية تصف الأسد بالديكتاتور المتوحش

جدّدت الولايات المتّحدة الأمريكية التأكيد على موقفها الرافض لدعم التطبيع مع النظام السوري، بعد ساعات من الإعلان عن زيارة “لم تفاجئ واشنطن” أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد لدمشق، حيث التقى برئيس النظام بشار الأسد.

وقال المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أمس الثلاثاء 9 تشرين الثاني: “كما قلنا سابقاً إن هذه الإدارة (الأميركية) لن تعبر عن دعمها لأي جهود للتطبيع أو لتأهيل بشار الأسد الذي هو ديكتاتور متوحش”.

وأضاف برايس في مؤتمره الصحافي اليومي أنّ بلاده تدعو “الدول في المنطقة للنظر بعناية إلى الأعمال الوحشية التي ارتكبها النظام السوري والأسد نفسه ضد شعبه خلال العقد الأخير”.

وكذلك إلى “جهود النظام السوري المتواصلة لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق”، حسبما نقل موقع تلفزيون الحرة.

وأكّد برايس أن موضوع التطبيع مع الأسد تتم مناقشته بشكل متواصل مع شركاء أمريكا في المنطقة بما في ذلك الإماراتيين، وقال: “أوضحنا لهم موقفنا حيال ذلك”.

وفيما يتعلّق بالولايات المتّحدة، شدّد المتحدث الأمريكي على أنّ بلاده لن تطبع أو ترفع مستوى علاقاتها مع نظام الأسد، وتابع: “لا ندعم تطبيع دول أخرى أو رفع مستوى علاقاتها مع النظام نظراً للأعمال الوحشية التي ارتكبها هذا النظام ضد شعبه”.

لكنّ الولايات المتّحدة الرافضة للتطبيع مع الأسد وفق المعلن، لا تمنع أي دولة من الاتجاه في هذا الطريق، وفقا لتقارير سابقة.

أهداف أمريكية في سوريا

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس

وبينما أوضح أن بلاده ترى “أن الاستقرار في سوريا والمنطقة يمكن تحقيقه فقط من خلال العملية السياسية التي تمثل إرادة كل السوريين ونحن ملتزمون بالعمل مع حلفائنا وشركائنا والأمم المتحدة من أجل تحقيق حل سياسي دائم”، حدّد برايس أهداف بلاده في سوريا.

وتتضمن الأهداف الأمريكية “محاسبة النظام السوري”، إلا أنّ الأولوية القصوى هي “توسيع وصول المساعدات الإنسانية التي يقاومها النظام، ومواصلة جهود الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد داعش والقاعدة والمجموعات الإرهابية في سوريا”.

ولفت المتحدث باسم الخارجية إلى أنّ زيارة ابن زايد لدمشق لم تكن مفاجئة لبلاده، موضّحا أنّه تسنى لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الحديث مع نظيره الإماراتي في بريطانيا، الأسبوع الماضي.

“أمرٌ مخزٍ”
بدوره، انتقد كبير الجمهوريين بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جيمس ريتش، زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق.

وقال في تغريدة نشرها على حسابه: “إنه لأمر مخز أن ينفتح عدد متزايد من الدول على تطبيع العلاقات مع الأسد”.

وأضاف “يجب على الإمارات العربية المتحدة والآخرين الذين يتجاهلون العنف المستمر ضد المدنيين السوريين العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 قبل اتخاذ أي خطوات أخرى نحو التطبيع”.

تطبيع على خطوات
وقبل زيارة أمس، بدأت الإمارات بخطوات تتجه نحو التطبيع مع النظام السوري.

حيث أعادت الدولة الخليجية فتح سفارتها في دمشق عام 2018، بعد إغلاقها عام 2012 احتجاجا على المجازر التي ارتكبت بحق السوريين حسبما أعلنت سابقا.

وأجرى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد قبل شهور أول اتصال هاتفي مع الأسد في خطوة تلت تنطّع ولي العهد للإعلان عن وقوفه إلى جانب النظام من بوابة مكافحة كورونا ودعمه “بالمساعدات الطبية والإنسانية”.

وتبرّر الإمارات إجراءاتها التطبيعية مع النظام منذ عام 2018 بأنّ الهدف إعادة سوريا للحضن العربي ومقاومة التمدد الإيراني والتركي في المنطقة العربية.