وسّع النظام السوري من حملته العسكرية على مناطق الجنوب الدمشقي لتشمل صباح اليوم بعض القطاعات الخاضعة لسيطرة المعارضة المُسلحة، بعد أن اقتصرت المعارك في اليومين السابقين على مناطق سيطرة تنظيمي داعش وهيئة تحرير الشام.
وقصفت ميليشيات النظام مواقع عكسرية لفصائل المعارضة المُسلحة في شارع دعبول بمنطقة سليخة التابعة لحي التضامن، وسط محاولات من قبل ميليشيات النظام للتقدم على حساب المُعارضة في تلك الجبهة.
وكان النظام السوري قد استهدف بلدة “بيت سحم” الخاضعة لسيطرة المعارضة المُسلحة يوم أمس، الخميس 19 نيسان، بغارة جوية استهدفت منطقة خلف البلدية وخلفت أضرار مادية.
وتستمر الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بين تنظيم داعش وميليشيات النظام السوري التي تحاول اقتحام المنطقة من عدة جبهات وسط أنباء عن تقدم برّي للميليشيات من جهة حي التضامن.
واستهدف الطيران الحربي مناطق سيطرة التنظيم بأكثر من 100 غارة جوية خلال الـ 24 ساعة الماضية فضلاً عن قصف عنيف بالراجمات الصاروخية وسلاح المدفعية الثقيلة خلف عدد من القتلى المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة التنظيم بينهم مُسعف ميداني حسبما أفادت مصادر محلية.
وردّ تنظيم داعش على قصف النظام لمناطقه باستهداف أحياء دمشق بالهاون الثقيل والصواريخ محلية الصنع طالت أحياء الميدان والزاهرة ونهر عائشة واتوستراد صحنايا خلفت أضرار بشرية ومادية، كما استهدف التنظيم بلدة “يلدا” الخاضعة لسيطرة المعارضة المُسلحة بعدة قذائف هاون في محاولة منه خلط الأوراق العسكرية في المنطقة كاملة.
الإعلام الحربي للنظام كان قد أعلن يوم أمس بداية الحملة العسكرية على مناطق سيطرة تنظيم داعش جنوب دمشق، بعد انهيار المفاوضات بين التنظيم والنظام عقب رفض عناصر التنظيم المتمركزين في ريف حمص استقبال عناصرهم القادمين الخارجين من مخيم اليرموك، بحسب ما أفادت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة”
هيئة تحرير الشام كان لها نصيب من تلك المعركة حيث أقدم التنظيم والنظام معاً على اقتحام مواقعها في غرب مخيم اليرموك وسط قصف عنيف طال مواقع سيطرتهم، جاء ذلك تزامناً مع حديث جدّي عن خروجهم من المخيم باتجاه مدينة ادلب، تعرقل لأسباب مجهولة ولحقه مباشرة بدء العمل العسكري على تنظيم داعش جنوب دمشق.
مصادر مقربة من تحرير الشام قالت إن مقاتلو الهيئة تصدوا لعملية اقتحام لـ “الجيش النصيري” وقتلوا عدد من العناصر المُقتحمة، فيما نشرت وكالة إباء الناطقة باسم التنظيم صوراً لقتلى النظام قالت إنهم قضوا خلال هجومهم على مناطق سيطرتها غرب مخيم اليرموك.
ويعمل النظام والروس على خلط أوراق الجنوب الدمشقي بُغية إنهائه في آن واحد والتخلص من تنظيم داعش وهيئة تحرير الشام والعمل على ترحيل فصائل المعارضة باتجاه شمال سوريا ليتم إعلان دمشق وريفها آمنة بالكامل وخالية من أي تواجد للمعارضة أو التنظيمات “المتطرفة”.
آخر ما وصلت إليه اجتماعات اللجان المُمثلة عن فصائل المعارضة والبلدات الثلاث هو أن الحل في مناطق سيطرتهم سيكون بعد القضاء على تنظيم داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود، لكن الغارة الجوية التي استهدفت بيت سحم ومحاولات الاقتحام على محور سليخة يبدو أنها من الممكن أن تُغير المعادلة في الأيام القادمة.