سلّط تقرير الضوء على مقبرة في شمال شرق اليونان مخصصة للمهاجرين، ممن قضوا في أثناء محاولتهم عبور الحدود من تركيا إلى اليونان عبر نهر إيفروس.
ولفت تقرير لموقع مهاجر نيوز إلى أنّ الجثامين الراقدة في المقبرة، لمهاجرين قضوا إما غرقا في النهر الحدودي، أو بسبب البرد، وتوفوا بين الأحراج والوديان أو واجهوا مشاكل أخرى.
وبحسب التقرير فإنّ المقبرة تضم نحو 200 قبر بشواهد حجرية بيضاء غالبيتها لا تحمل أسماء، ” فالراقدين فيها من المهاجرين مجهولي الهوية”.
وقال طبيب شرعي في المنطقة، إنّ 38 مهاجرا لقوا حتفهم في منطقة إيفروس على الجانب اليوناني منذ بدء العام الحالي.
وقبل دفن المهاجرين في هذه المقبرة، تمر جميع الجثث في مستشفى مدينة أليكسندروبولي. حيث يتولى الطبيب الشرعي بافليس بافليديس تشريح الجثث لمعرفة أسباب الوفاة ومحاولة التعرف على هوية الضحايا والتواصل مع عائلاتهم.
قبور مسبقة الحفر
وبحسب التقرير فإنّ أماكن تم حفرها مسبقا في المقبرة، استعدادا لجثث جديدة قد تصل.
وقال المفتي في البلدة:”أحيانا تصلنا جثث في حالة تحلل متقدم ويجب البدء بإجراءات الدفن بأسرع وقت يمكن، لذلك نجهز دوما أماكن دفن جديد”.
حالات التحلل التي تصيب جثث المهاجرين الموتى ليست أمرا نادرا. يشرح الطبيب أنه في بعض الحالات “من الممكن انقضاء أسابيع قبل أن تعثر السلطات على جثة الضحية، وبذلك تكون الجثة تحللت وتغيرت ملامحها لاسيما الوجه، خصوصا في حالات الغرق.
وذكر التقرير أن “التجهيز لدفن الموتى مسبقا يعكس الصورة القاتمة لوضع المهاجرين في شمال شرق اليونان”.
فالمنطقة الحدودية بأكملها محظورة “وتخلو من تواجد المنظمات غير الحكومية، التي تندد بممارسات حرس الحدود وتتهمهم بإعادة المهاجرين قسرا إلى الضفة التركية، ما يدفع المهاجرين إلى اتخاذ مخاطر أكبر لتجنب الشرطة قبل بلوغ وجهتهم النهائية”.
وأعرب مهاجر سوري عن خوفه من أن ينتهي به المطاف جثة هامدة تلتهمها الحيوانات في الغابات على ما نقل التقرير.
وقال المهاجر: “أثناء مسيري وجدت جثتين أعتقد أنهما لمهاجرين. الأمر مرعب..”.
ولا يزال المهاجر السوري يكمل رحلته، وأكد في آخر تواصل معه أنّه تعرض لإصابة بالغة في قدمه أثناء الهرب من سيارة شرطة، وقال للموقع : “أواجه حاليا صعوبة بالمسير”.