بدأ الوفد الوزاري اللبناني زيارته إلى سوريا صباح اليوم السبت 4 أيلول. وهي الزيارة الرسمية الأولى التي تنطوي على تطبيع العلاقات مع النظام السوري. ويتألف الوفد اللبناني من نائبة رئيس حكومة تصريف الاعمال زينة عكر ووزيري الطاقة والمال في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر وغازي وزني ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وفي جديدة يابوس الحدودية كان اللقاء الأول: وزير الخارجية السوري فيصل المقداد استقبل الوفد الوزاري اللبناني بحضور السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وأكد المقداد خلال اللقاء أن سوريا إيجابية في هذا اللقاء، وهي ترحّب بأيّ مبادرة ولن تقف عائقا أمام أي اتفاقية تخدم لبنان.
لم يستمرّ اللقاء طويلاً، وتوجه الوفد اللبناني برفقة وزير الخارجية السوري إلى دمشق، وتحديداً إلى مقر وزارة الخارجية السورية لعقد اللقاء الرسمي. الهدف من الزيارة هو البحث في عقد اتفاقيات وتوقيع معاهدات مع النظام السوري، ليتمكن لبنان من استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، وصولاً إلى شمال لبنان وتحديداً معمل دير عمار.
في وزارة الخارجية بدمشق، حضر إلى جانب المقداد، وزير النفط بسّام طعمة، ووزير المالية كنان ياغي. استمر اللقاء لأكثر من ساعة، أكد بعده الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري الخوري أن دمشق رحبت بالطلب اللبناني حول إستجرار الطاقة، وأن متابعة الموضوع من الناحية الفنية ستتم من خلال فريق فنّي مشترك بين البلدين.
ومعروف أن شبكة الكهرباء وأنابيب الغاز بحاجة إلى إصلاح وإعادة تأهيل في سوريا، بسبب تضررها بفعل المعارك العسكرية. هذه التفاصيل كلها ستكون حاضرة في اللقاءات. خصوصاً أن دمشق تشترط إصلاحاً لشبكة الكهرباء وأنابيب الغاز على حساب البنك الدولي، على أن تستفيد من مرور الغاز والكهرباء في أراضيها.
ولكن يبقى الأهم وهو الرمزية السياسية لهذه الزيارة وتوقيتها.
ويذكر بأن الوفد الوزاري اللبناني الذي يزور دمشق اليوم، هو في أول زيارة حكومية رسمية منذ 10 سنوات.
وأشار وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر بعد لقائه مع وزير الثروة النفطية السوري، إلى أن “هناك غاز يصل فقط إلى معمل دير عمار”، مؤكداً أن “الغاز سيمرّ عبر الأردن وسوريا”.
وبدوره، قال وزير الثروة النفطية السوري بسام طعمة: “الشعب السوري يعاني في ملف الطاقة كما الشعب اللبناني، والأميركيون يحتلّون ثروة الغاز ويتصرّفون بها تصرّف قطّاع الطرق ويجب تحريرها”.
المصدر: صحيفة المدن