ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أنّ “دول الهامش الأوروبية” مثل اليونان وقبرص وصربيا، تفكّر بإقامة علاقات مع النظام السوري، فيما لا تزال الدول الاتحاد القوية ترفض التطبيع.
وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أنّ الخطوات التي تخطوها “دول الهامش” تجاه التطبيع صغيرة ولا تعبّر عن نقطة تحوّل.
وبالرغم من أنّه من المستبعد أن تحذو الدول الأوروبية القوية مثل فرنسا وألمانيا حذو دول الهامش في سياق إقامة علاقات مع النظام، إلّا أنّ تلك التحرّكات” الحذرة” والرامية “لترطيب العلاقات” مع النظام السوري “تمثّل تحدّياً للكتلة الأوروبية”.
وقال المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية، لوري فاوتشر: “إنّ التحركات التي تقوم بها دول الهامش الأوروبي تضعف موقف الاتحاد الأوروبي ويعرف النظام السوري جيدا كيفية الاستفادة من هذا”.
من جهته، اعتبر الاقتصادي والمحلل السوري، كرم الشعار أنّ “ألمانيا وفرنسا مهتمتان بتسوية طويلة الأمد للنزاع وليس عملية سياسية فاشلة”، حسبما نقل موقع صحيفة القدس العربي.
وبرز تحرّك “دول الهامش” بعد سيطرة النظام بدعم روسي إيراني على نحو 70% من الأراضي السورية المدمّرة من جراء الحرب، وفوزه بانتخابات لم تقابل باعتراف دولي “لعدم شرعيتها ونزاهتها”.
ويشير التقرير إلى أنّ هذا التحرّك مدفوع بأسباب “براغماتية” في بعض الأحيان، تتعلّق بوقف الهجرة إلى تلك الدول الصغيرة.
ويرى دبلوماسي أوروبي أن التحركات للتعامل مع النظام مقصورة “على دول الهامش في سياستنا السورية، وفقط الدول الأعضاء التي لديها حدود مع سوريا أو قلقة من الوجود التركي هي من تحاول فتح قنوات مباشرة مع دمشق”.
ولفت التقرير إلى أنّه بالرغم من التردد الأوروبي لتمويل عمليات إعادة الإعمار تقوم عدة دول بتمويل برامج يمكن اعتبارها ضمن جهود الإعمار مثل إعادة تأهيل المدارس.
وقال فاوتشر: “يمكن استمرار الموقف الأوروبي لمدة طويلة، والسؤال عما يحدث بشكل ملموس”. وأضاف: “هناك فجوة بين الموقف الأوروبي السياسي وما يجري على الأرض”.
عربيّاً، تحدّث التقرير عن العلاقات العربية مع النظام، مشيرا إلى افتتاح كل من البحرين والإمارات سفارتيهما عام 2018.
ومع أنّ الهدف المعلن لتقارب الدولتين مع النظام السوري هو تقليل نفوذ إيران المتحالفة مع الأسد في المنطقة، وكذلك بالنسبة لعدوته تركيا، غير أنّ هناك مقاومة لعودة النظام إلى الحضن العربي.
وأضاف التقرير: “هناك مقاومة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية نظرا لتردد نظام دمشق بالدخول في عملية سياسية ذات معنى. وبدون تسوية سياسية، فإن الاتحاد الأوروبي الذي دفع المليارات في المساعدات يعارض مساعدة نظام مارق ودفع مليارات الدولارات من أجل إعادة تعمير ما دمرته الحرب”.
ومؤخّراً، أطلق الاتحاد الأوروبي منصة إعلامية لمواجهة “حملة التضليل” التي يطلقها النظام السوري وحلفاؤه، من بينها أنّ الدول الأوروبية بدأت التطبيع معه.