أقرّ مدير الزراعة في ريف دمشق، عرفان زيادة، باستخدام “بعض” المزارعين لمياه الصرف الصحي أو المخلوطة بها في ري المزروعات في الغوطة الشرقية، المعروفة بأنّها سلّة دمشق الغذائية، مبرّراً ذلك بأسباب عدّة.
وقال زيادة إنّ “استخدام الفلاحين للمياه الملوثة (قد تكون مخلوطة بمياه الصرف الصحي)، سببه تضرر أعداد كبيرة من الآبار التي كان يُعتمد عليها في تأمين وسائل السقاية غير الملوثة”.
وأضاف في حديث لإذاعة “المدينة اف ام” المحلية أول أمس الإثنين، إنّ أراضي الغوطة كانت تعتمد على نهري بردى والأعوج، وعلى استخدام المياه المعالجة في الري، قبل أن تدمّر البنى التحتية خلال الحرب، على حدّ قوله.
ومع تأكيده وجود “عقوبات رادعة للمزارعين قد تصل إلى السجن ودفع غرامة وإحالة إلى القضاء، لمن ثبت استخدامه لمياه الصرف الصحي في سقاية الفواكه والخضراوات”، أوضح زيادة أنّ تأهيل أو إنشاء محطّات لمعالجة المياه، تحتاج لمبالغ مالية ضخمة.
وأشار المسؤول إلى أنّ مديرية الزراعة تعمل على إعداد بعض من المحطات بتمويل من بعض المنظمات مثل منظمة الأغذية والزراعة (فاو).
ويأتي إقرار مدير الزراعة وتبريره لاستخدام مياه الصرف الصحي في الري، ردّا على مهندسة زراعية سلّطت الضوء على واقع الري في الغوطة الشرقية.
ولفتت المهندسة التي رفضت الكشف عن اسمها أنّ وزارة الزراعة تعلم بعدم توفر الكهرباء والمازوت اللازمان لاستجرار المياه النظيفة من الآبار الارتوازية.
كما حذّرت المهندسة من الأمراض التي قد يسبّبها الري بمياه الصرف الصحي، سيّما “السرطان”.
وفي وقت سابق من نيسان الماضي، أعرب مزارعون في الغوطة الشرقية لصوت العاصمة عن مخاوفهم من تلف محاصيلهم في الموسم الصيفي، بسبب عجزهم عن سقايتها، في ظل أزمة المحروقات التي تعيشها مناطق سيطرة النظام السوري.
واضطرّ بعض المزارعين لقطاف بعض المحاصيل قبل تمام نُضجها خوفاً من خسارتها كليّاً.