ليست زلات اللسان التي يقع فيها الرئيس الأميركي جو بايدن، أمراً جديداً بالنسبة له، فهو منذ ما قبل وصوله إلى البيت الأبيض، أي أثناء حملته للانتخابات الرئاسية، كان يقع في زلات محرجة جعلت كثيرين يعبرون عن القلق وقتها من تقدم سنه، فيما تساءل البعض عن مدى صلاحيته للحكم لا سيما من المناوئين له، بينما نصحه آخرون بتقليل ظهوره الإعلامي وضبطه، وهو ما أشار له بايدن نفسه أخيراً خلال قمة مجموعة السبع في كورنوال في بريطانيا، التي وقع خلالها وفي لقاءاته التي تبعتها، بزلات جعلته موضع انتقاد. إذ قال خلال إجابته عن أسئلة الصحافيين خلال القمة “سأواجه مشكلة مع طاقم عملي، إذ لم أفعل ذلك بالطريقة الصحيحة”.
وكان على رأس أخطائه، خلطه بين ليبيا وسورية ثلاث مرات في غضون 90 ثانية في مؤتمر صحافي عقد الأحد الماضي، وذلك أثناء حديثه عن قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية. وقال بايدن، أثناء مناقشته إمكانية العمل مع روسيا على تقديم “مساعدة حيوية لليبيا” (قاصداً سورية)، إن الشعب السوري “يعاني من مشكلة حقيقية”.
وتابع بايدن “انخرطت روسيا في أنشطة نعتقد أنها تتعارض مع الأعراف الدولية، لكنها أيضاً تخلصت من بعض المشاكل الحقيقية التي تواجه صعوبة في سحقها”. وأوضح: “على سبيل المثال، في ما يتعلق بإعادة بناء سورية” ثم تبعها بالتصحيح خطأً “ليبيا”. وعاد بايدن ليخطئ في المرة الثالثة قائلاً “طالما أنهم موجودون هناك (قاصداً الروس) من دون القدرة على تحقيق بعض النظام في المنطقة، فيستحيل بذلك توفير الاحتياجات الاقتصادية الأساسية للناس، لذا، آمل أن نتمكن من العثور على توافق يمكننا من خلاله إنقاذ حياة الناس في ليبيا” في إشارة إلى سورية.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، للصحافيين، في وقت لاحق على متن طائرة الرئاسة، إنّ “بايدن خلط بين البلدين في الشرق الأوسط وكان يقصد سورية عندما أشار إلى ليبيا”.
وبينما كان يمكن الاعتقاد بأن تداخل الدولتين بالنسبة لبايدن يمكن إيعازه إلى الإرهاق الذي عانى منه الرجل البالغ 78 عاماً خلال رحلة طويلة إلى بريطانيا، فقد لوحظ سلوك لا يقل إحراجاً على مائدة مستديرة بقيادة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
فقد تدخل بايدن أثناء ترحيب جونسون بالرؤساء المشاركين في المشاورات على الطاولة وقتها محاولاً التصحيح لجونسون لعدم تقديمه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، على الرغم من أن جونسون فعل ذلك بالفعل بالاسم.
وكان جونسون قدم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن. في هذه المرحلة، تدخل بايدن قائلاً “ورئيس جنوب أفريقيا”، ليرد جونسون وبدا عليه التفاجؤ: “ورئيس جنوب أفريقيا كما قلت في البداية، لقد فعلت ذلك، لقد فعلت ذلك بالتأكيد”. ثم ضحك المجتمعون حول المائدة واستدار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رامافوزا، وقال “لقد حصلت على ذكر مرتين، سيريل”. وهناك احتمالان لشرح هذا الموقف؛ إما أن بايدن لم يكن يعرف اسم رامافوزا، أو أنه لم يكن لديه حقاً أي فكرة عما حدث للتو على الرغم من أنه كان جالساً بجانب جونسون.
كذلك، أخطأ بايدن عند الإشارة إلى التعاون الوثيق بين جيشي الولايات المتحدة وبريطانيا، عندما نطق الاسم المخصصر لسلاح الجو الملكي (RAF)، بـ (RFA) أي “إذاعة آسيا الحرة”. وقد نُشر نص خطابه على الموقع الرسمي للبيت الأبيض مصححاً.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الأحد الماضي في مطار كورنوال، وقع بايدن بخطأ آخر عندما أشار بشكل متكرر إلى برنامج توزيع اللقاحات “كوفاكس” الدولي باسم “كوفيد”.
وفي وقت ما خلال القمة، شوهد بايدن متجولاً في منطقة طعام غير رسمية مرتدياً بدلة مع حذاء رياضي أبيض، ليفاجئه أحد المراسلين الصحافيين بطرح سؤال عليه، وهنا تدخلت زوجته جيل بايدن بسرعة وأمسكته من يده قائلة “تعال”، بحسب موقع صحيفة “واشنطن تايمز”، التي رأت أن بايدن “أظهر قصوراً معرفياً وسلوكاً يمكن اعتباره أكثر من مجرد إحراج، بل بمثابة خطر على الأمن القومي، بسبب الراحة التي قد يمنحها لأعدائنا”.
وفي لقائه مع الملكة إليزابيث الثانية في قلعة وندسور، ارتكب بايدن أخطاء عدة، كان أبرزها عندما أفصح للصحافيين عما دار بينه وبين الملكة في انتهاك للبروتوكول الملكي، قائلاً: “سألتني الملكة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ”.
المصدر: العربي الجديد