ردّت سوريا في رسالة مكتوبة على الشروط الأمريكية لتخفيف العقوبات المفروضة على البلاد، مشيرةً إلى أنّها استوفت غالبية الشروط الثمانية، لكّنها شدّدت على أنّ بعض المطالب تتطلب تفاهمات متبادلة.
وقالت وكالة رويترز، السبت 26 نيسان الجاري، إنّ أول كلمة لوزير الخارجية أسعد الشيباني أمام مجلس الأمن، جاءت منسجمة مع مضمون الرسالة، وسعى من خلالها إلى إظهار أن دمشق بدأت بالفعل تلبية المطالب الأميركية.
وتضمّنت الوثيقة المؤلفة من أربع صفحات، تعهداً بإنشاء مكتب في وزارة الخارجية يُعنى بالبحث في قضية الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، إلى جانب عرض مفصل للإجراءات المتخذة بشأن التعامل مع مخزونات الأسلحة الكيميائية، إلا أنّ الرسالة لم تحسم ملفات أخرى رئيسية، من بينها السماح للولايات المتحدة بتنفيذ ضربات لمكافحة “الإرهاب” وتسوية وضع المقاتلين الأجانب.
وبشأن مسألة المقاتلين الأجانب، أشارت الرسالة إلى أنّ سوريا علّقت منح الرتب العسكرية، في أعقاب تعيين أجانب في صفوف الجيش خلال كانون الأول الماضي، لكنها لم تحدد ما إذا كانت قد جردت هؤلاء من مناصبهم، معتبرة أن معالجة هذا الملف تتطلب “مشاورات أوسع”.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع على موقف الحكومة السورية، أنّ دمشق تميل إلى تأجيل البت في هذه المسألة قدر الإمكان، بالنظر إلى أن بعض المقاتلين الأجانب، الذين ساهموا في الإطاحة ببشار الأسد، “يجب أن يُعاملوا معاملة حسنة”.
وشدّدت الرسالة على أنّ أي تنسيق أمني مع واشنطن يجب أن يجري في إطار تفاهمات متبادلة، مع تعهّد بأنّ الحكومة السورية الجديدة لن تشكّل تهديداً للمصالح الأميركية أو الغربية.
وأوضح مصدر سوري مطلع للوكالة، لم تسمّه، أنّ السلطات تدرس خيارات بديلة لإضعاف الجماعات المتطرفة من دون منح واشنطن إذناً مباشراً بشن ضربات على الأراضي السورية.
وحول موضوع الفصائل الفلسطينية، أكّدت الرسالة تشكيل لجنة حكومية لمراقبة أنشطتها، مشدًدةً على أنّ سوريا لن تسمح بوجود أي فصيل مسلح خارج نطاق الدولة، وعلى أنها لن تكون مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل.
وكشفت الرسالة عن وجود تواصل مباشر بين مسؤولين سوريين وممثلين أمريكيين في العاصمة الأردنية عمان بشأن تنسيق الجهود في مكافحة تنظيم “داعش”، معرّبةً عن رغبة دمشق في توسيع هذا المسار.
وسلّمت الإدارة الأمريكية، الشهر الفائت، ممثلين عن الرئيس الشرع قائمة شروط لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، من بينها مسألة المقاتلين الأجانب.