بحث
بحث

المدن: زيارة الأسد للغوطة تُغضب حميميم



ظهر الرئيس بشار الأسد، فجأة مع مجموعة من جنوده، في عمق الغوطة الشرقية، الأحد، ضمن زيارة قيل إنها للاطلاع على الواقع العسكري ضمن المناطق التي استطاعت مليشيات النظام دخولها في الأيام الماضية، بعد حملة عسكرية شرسة شنّها التحالف الروسي-الإيراني على الغوطة الشرقية.

والتقى بشار الأسد خلال زيارته، مجموعة من ضباط وعناصر “الحرس الجمهوري” في بلدة جسرين التي دخلتها تلك القوات مطلع الأسبوع، وأجرى جولة ميدانية على نقاط التماس، وزار غرفة العمليات الواقعة ضمن فيلا بالقرب من بلدة المحمدية، والتي كانت سابقاً أحد مقرات “فيلق الرحمن” العامل في القطاع الأوسط من غوطة دمشق.

وأظهرت اللقطات المصورة التي بثتها الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية خروج بشار الأسد من قصره، ماراً بساحة الأمويين، بسيارة عادية، وسط حديثه طوال الطريق للكاميرا عن زيارته للغوطة، والانتصار الكبير الذي حققه جيشه، واستعادة الأمان في محيط العاصمة، مُشيراً، ولأول مرة، إلى وجود مدنيين في الغوطة الشرقية واهتمام “الدولة” بتأمين جميع ما يحتاجونه في حال خروجهم إلى مناطق سيطرتها.

وترك بشار الأسد عشرات المليشيات المقاتلة في منطقة الغوطة الشرقية، وذهب للقاء أبرز مجموعات “الحرس الجمهوري” في “الكتيبة 1421” التي كان لدها دور بارز في المهام القتالية في دمشق وريفها، والتي لا تضم إلا عناصر سوريين من قوات النظام، والمتطوعين فيها.

وتجنب بشار الأسد خلال زيارته الالتقاء بالعميد سهيل الحسن “النمر”، أو كما بات يُطلق عليه وصف “مدلل الروس” بين صفوف ضباط النظام وعناصره. كما تجنب لقاء عشرات الضباط والمستشارين الروس الموجودين في محيط الغوطة الشرقية، الذين يقودون العمليات والطلعات الجوية بشكل رئيسي، وكأنه يريد أن يبعث برسالة مفادها أن الفضل الأول والأخير للتقدم في الغوطة يعود إلى “الجيش السوري” لا إلى مجموعات من المرتزقة المدعومين روسياً.

الكلام المتداول في مدينة دمشق بين كبار الضباط، أن بشار الأسد استغل تاريخ 18 آذار/مارس، لزيارة الغوطة، وهو يصادف الذكرى السابعة لانطلاق الثورة السورية. رمزية تاريخ الزيارة أريد لها أن توجه صفعة للمعارضة السورية من بلدة لم تكن قوات النظام قادرة على التقدم فيها أو دخولها، منذ سنوات الحراك السلمي، هذا فضلاً عن استغلال توقيت الانتخابات الرئاسية الروسية، وخروج مجموعات من الروس بشكل متناوب من محيط الغوطة الشرقية إلى السفارة الروسية التي ضمّت مركزاً للاقتراع.

مصدر عسكري رفيع المستوى، أكد لـ”المدن”، أن زيارة بشار الأسد للغوطة لم تكن منسقة مع الجانب الروسي نهائياً، وكانت بهدف زيارة قوات النظام وتجنبت المليشيات المدعومة من روسيا وإيران، وإبعاد أي قيادي غير سوري عن مكان تواجد بشار خلال زيارته. الأمر الذي أثار غضب قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري، والتي تنسب كافة الانتصارات المحققة في الغوطة الشرقية إلى قواتها الجوية، وضباط مدعومين من قبل روسيا.. وذلك وسط حالة من التذمر من السوريين الموالين للنظام ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واضح في الفترة الأخيرة بسبب تجاهل الروس لمئات القتلى السوريين خلال معارك الغوطة وإهمال دور ضباط “الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة” وباقي التشكيلات في العمليات العسكرية التي أدت إلى سيطرة النظام على أكثر من 70 من مساحة الغوطة.

بشار الأسد أراد من زيارته مجموعات سورية تحمل اسم “الحرس الجمهوري”، إظهار قوة قواته بعيداً عن المليشيات المحلية والأجنبية، والتدخل الروسي والإيراني. الكلام المتداول في أروقة النظام، في الأشهر الأخيرة، يشير إلى تقلص دور الأسد في سوريا، وتحولها إلى مستعمرة روسية بالكامل، خاصة بعد الفيديو الأخير الذي انتشر للأسد في حميميم، ومُنع فيه من التقدم مع الرئيسي الروسي فلاديميربوتين باتجاه القوات الروسية التي تقيم على أرض سورية. هذا فضلاً عن السيطرة العلنية للروس على مفاصل الدولة والجيش، في وزارة الدفاع وقيادة الأركان، والتحكم بالعمليات العسكرية على الأرض، وإنشاء مراكز مراقبة ومنع تنفيذ أي مهمة إلا بالعودة إليهم.

وتسببت الزيارة، بإشعال جبهاتها من جديد، وتحدثت مصادر إعلامية عن هجوم كبير لـ”جيش الإسلام”، ليل الأحد/الإثنين، على مواقع قوات النظام على طريق مسرابا، وفي الشيفونية، وإحراز تقدم كبير. وقالت المصادر إن “جيش الإسلام” استعاد أجزاء واسعة من المنطقتين، وسط قصف مكثف بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ استهدف مدينة دوما بعد هدوء نسبي لأيام.

اترك تعليقاً