غارات متكررة تستهدف مقرات الفرقة الأولى الواقعة بالقرب من مدينة الكسوة في ريف دمشق الغربي، التي تحولت لقاعدة عسكرية للحرس الثوري الإيراني، على مقربة من خطوط فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، فلم يمض شهر على آخر الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الفرقة الأولى، حتى أعادت الطائرات استهداف مقر الفوج 165 التابع للفرقة ذاتها، ضمن سلسلة غارات استهدفت محيط مطار دمشق الدولي وأهداف أخرى جنوبي القنيطرة.
الغارات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت شحنة أسلحة إيرانية في محيط مطار دمشق الدولي بغارتين، بعد أن جرى نقلها من إيران ظهر الأربعاء عبر طائرة شحن تتبع لخطوط “فارس قشم إير الإيرانية”.
تعد “الفرقة الأولى” من أقدم الفرق العسكرية في جيش النظام السوري، الذي تأسس قبل 100 عام. بتعداد عناصر وضباط يبلغ 5000، وامتدت ولايتها من حمص شمالاً حتى الشيخ مسكين جنوباً، ومن البادية شرقاً حتى الخط الذي يمتد بين تلكلخ وسهل البقاع والقنيطرة من الغرب، وفقاً لوازرة الدفاع.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على هذه الفرقة منتصف العام الماضي ضمن إطار قانون “قيصر”، ما يؤكد قيامها بدور “دموي” في سياق الحرب التي يشنها النظام على السوريين.
ونقل موقع “العربي الجديد” عن العميد المنشق “فاتح حسون” قوله إن الفرقة الأولى اكتسبت أهمية كبيرة بعد قيام الثورة السورية، مشيراً إلى أن اللواء “زهير الأسد” ابن عم رأس النظام السوري “بشار الأسد” يشرف على قيادة الفرقة”.
وأضاف حسون أن الفرقة الأولى تعتبر مركزاً حيوياً لنشاط المليشيات الإيرانية ومستودعاً مهماً من مستودعاتها المنتشرة ضمن المنطقة العسكرية الواقعة في الجنوب السوري، مشيراً إلى أنها تضم في مناطق انتشارها العديد من المخازن السرية، التي تصل بينها أنفاق لها مداخل ومخارج بعيدة عنها ومموهة، غالباً ما تستخدمها قوات ومليشيات إيرانية لأغراض خاصة بها.
وبحسب حسون فإن الفرقة الأولى مراقبة بعدة وسائل، فضائية وجوية وأرضية، من قبل الدول والجهات المهتمة بنشاطاتها، وعلى رأسهم إسرائيل، التي تعمل على قصف المواقع التابعة للفرقة حال ظهور ما يستدعي منع النشاط.
الرائد الطيار المنشق “يوسف حمود” أكّد ما قاله “حسون” في حديثه، لا سيما عن اعتقاده بأن جملة أسباب تقف وراء الاستهداف الإسرائيلي الدائم لـ”الفرقة الأولى”، منها تحوّل قطعاتها ووحداتها إلى مستودعات تخزين وتوزيع أسلحة للجانب الإيراني، مشيراً إلى أن الطيران الإسرائيلي سبق له إلقاء مناشير على هذه الفرقة تحذر قيادتها من تنفيذ الأجندات الإيرانية في جنوب سورية.
وبيّنت مصادر في المعارضة السورية أن الفرقة الأولى لا يرأسها إلا ضباط من الطائفة العلوية لا يُشك في ولائهم للنظام، بسبب قربها من العاصمة دمشق، حيث لعبت هذه الفرقة دوراً رئيسياً في أغلب الانقلابات العسكرية التي جرت في سورية بين عامي 1949 و1963.
وكان لهذه الفرقة دور دموي في محاولات وأد الثورة السورية، منذ العام 2011، إذ انتشرت ألوية تتبع لها في العديد من المناطق التي شهدت حراكاً ثورياً، حيث ارتكبت مجازر بحق المدنيين في ريف دمشق، خصوصاً في الغوطة الشرقية، وفي محافظة دير الزور شرقي سورية، وفي عدة بلدات وقرى في ريف إدلب شمال غربي البلاد، وفقاً لما نقله موقع العربي الجديد.