قرارات متتالية تصدر بين الحين والآخر، بعضها تقضي بتعديل آلية توزيع مخصصات الأهالي من مادة “المازوت” الموزعة عبر “البطاقة الذكية”، وأخرى تتعلق بتقليص المخصصات، وتوزيعها على دفعات خلال الشتاء.
آخر القرارات قضى بتخصيص 200 ليتر من المازوت للعائلة، يتم توزيعها على دفعتين خلال الشتاء، بسعر 180 ليرة سورية لليتر الواحد، في الوقت الذي بلغ فيه سعر ليتر المازوت في السوق السوداء قرابة الـ 800 ليرة سورية.
رغم تقليص الكميات، وتوزيع المخصصات التي لا تكاد تكفي العائلة لتغطية استهلاك القسم الأول من الشتاء على دفعتين، فلم تُطبق تلك الآلية بشكلها المُعلن، لا سيما في الغوطة الشرقية التي لم تُغطي الكمية الموزعة نسبة 20% من القاطنين.
مديرية الأرصاد الجوية قالت قبل أيام، إن منخفضاً جويّاً متوقعاً سيبدأ تأثيره على سوريا صباح اليوم الخميس، لتُعلن بذلك دخول فصل الشتاء، ما يعني بدء رحلة جديدة من المعاناة لتأمين وسائل التدفئة.
تجارة المخصّصات بالسوق السوداء!
مصادر أهلية في الغوطة الشرقية قالت لـ “صوت العاصمة” إن مسؤولي التوزيع عبر صهاريج الشركة السورية للمحروقات، يقدمون للأهالي عروض لبيع مخصصاتهم من المازوت بسعر 800 ليرة سورية لليتر الواحد، بدلاً من الانتظار لاستلامها، مشيرةً إلى أنهم يعملون على بيعها في السوق السوداء بمناطق أخرى.
وأضافت المصادر أن نسبة كبيرة من الأهالي يُفضلون بيع مخصصاتهم للموزعين، لتفادي التلاعب بعدادات الصهاريج من جهة، والتخلص من الانتظار ضمن القوائم من جهة أخرى، لافتةً إلى أن معظم الأهالي توجّهوا لمدافئ الحطب التي اعتادوا استخدامها خلال سنوات الحصار، ما أكّده “أبو عماد” أحد أبناء بلدة “حمورية” بقوله: “فضّلت بيع حصتي من المازوت وشراء الحطب كغيري من الأهالي، ففي الشتاء أحتاج لمدفئتين في منزلي، والمخصصات لا تكفي لشهر واحد فقط”.
ارتفاع ملحوظ للحطب، وأشجار الساحل حاضرة بالأسواق!
كغيرها من السلع المستخدمة، بدأت أسعار الحطب في أسواق الغوطة الشرقية بالارتفاع، تزامناً مع زيادة الطلب عليها، ليبدأ سعر الكيلو غرام الواحد من 250 ليرة سورية، ويرتفع باختلاف نوع الحطب وحجمه، بحسب مراسل صوت العاصمة.
وأضاف المراسل أن كميات كبيرة من بقايا الأشجار التي حُرقت في جبال الساحل السوري مؤخراً، وصلت إلى مراكز بيع الحطب في مختلف مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وبحسب المراسل فإن كميات أخرى من “الخشب” المستخدم في تصنيع الأثاث المنزلي، وصلت إلى المراكز ذاتها، حيث يتم تقطيعها وبيعها للأهالي، مؤكداً أنها أخشاب سُرقت من المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخراً.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير