أعلنت إدارة مشفى الأسد الجامعي في دمشق، إغلاق أجنحة العزل التي استحدثت بالتزامن مع “اشتداد أعداد الإصابات” بفيروس كورونا.
وأشار المدير المكلّف بتسيير إدارة المشفى “عدنان الأحمد” إلى المشفى أغلقت الأجنحة الجديدة فقط، في حين أبقت على “أجنحة العزل القديمة الموجودة في الطابق الأول، والتي تتسع لحوالي 60 مريضاً”.
وأرجع “الأحمد” في تصريح لتلفزيون “الخبر” الإغلاق إلى “انخفاض حالات المراجعين المصابين بفيروس كورونا عن الفترات السابقة”.
وبيّن أن المشفى تستقبل في الوقت الحالي 15 مصاباً يومياً، لا يُقبل سوى نصفهم، بينما كان عدد المراجعين خلال الفترات السابقة يصل إلى 60 مصاباً، يُقبل منهم 10 فقط، دون توضيح آلية التعامل مع الباقين.
بمقابل، أكدت تقارير صحفية أن الفيروس أصاب شخصاً على الأقل من أصل خمسة في دمشق، وأن العديد من الأشخاص يتوفون أمام أبواب المشافي التي ترفض استقبالهم بحجة أن أقسامها “ممتلئة”.
وفي تصريح حديث لعميد كلية الطب السابق في جامعة دمشق “نبوغ العوا” قال إن ما يقارب 100 مصاب بفيروس “كورونا” يدخلون مشافي العاصمة يومياً، محذراً من احتمال وجود العديد من الإصابات الجديدة التي لم يتم اكتشافها، نظراً لأن الأشخاص الأكثر مرضاً هم فقط من يراجعون المستشفيات.
وأوضح في حديث مع شبكة “CBS News”، أن حتى أولئك الذين يأتون إلى غرف الطوارئ، قد لا يجدون سوى القليل من المساعدة، مضيفاً: “يذهب الكثير من الناس إلى المستشفيات الحكومية، ولكن جميع الغرف ممتلئة، ولا يتم إدخال المرضى ذوي الحالات السيئة إلى غرف العناية المركزة مالم يتوفى مريض آخر، نظراً لعدم توفر الأسرة”.
وحسب دراسة نُشرت حديثاً فإن “ماتحصيه حكومة نظام الأسد من الوفيات بسبب فيروس “كورونا” لا يتجاوز 1.25 % من أعداد الوفيات الفعلية، إذ قدّرت لوفيات غير المسجلة في مدينة دمشق وحدها بـ 4380، نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، منذ 2 من أيلول الحالي.
وأجريت الدراسة على يد باحثين في جامعة “إمبريال كوليدج لندن”، وكلية “لندن للصحة والطب الاستوائي”، وفريق سوريا في كلية “لندن للاقتصاد”، ومؤسسة “جوجل”، و”المعهد الأوروبي للسلام”، و”معهد الشرق الأوسط”.
ونظراً لأن مدينة دمشق تخضع لنظام مراقبة أقوى من بقية المدن السورية، رجّحت الدراسة أن مناطق أخرى قد تشهد معدل وفيات مماثلة أو أسوء من مدينة دمشق بسبب فيروس “كورونا”.
وأشارت الدراسة إلى أن العدد الرسمي للحالات المسجلة يومياً تضاعف ثلاث مرات بين بداية حزيران ونهاية آب، وتسجّل السلطات الصحية في حكومة النظام ما بين 70 – 80 حالة جديدة كل يوم ولمدة أسبوع، وهو أعلى بكثير من الزيادات التي كانت تشكل القاعدة منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في سوريا في آذار من العام الحالي، ما يشير إلى الحجم الحقيقي للأزمة.