شهد المنحنى الوبائي لفيروس كورونا في العاصمة دمشق ارتفاعاً “كبيراً” خلال الأيام القليلة الماضية، تزامناً مع تراجع قدرة المشافي على تقديم الخدمات الطبية اللازمة.
وقال طبيب عاملٌ في مديرية صحة دمشق إن فيروس كورونا يأخذ منحاً متصاعداً، وهو ما ينذر بخطر قد يكون من الصعب تداركه، مشيراً إلى أن المنظومة الطبية ليس لديها القدرة على تحمل أكثر من ذلك، حيث من المتوقع أن تصبح معادلة الإصابات “2=1″، بمعنى أن كل مصاب سيُصيب اثنين على الأقل، وهذا “مؤشر خطير لوضع البلاد الطبي”.
وذكر الطبيب أن تردي الواقع الطبي وصل إلى حد أن بعض المصابين توفوا بسبب توقف المنافس نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وفشل المشفى في تأمين الوقود اللازم للمولدات الكهربائية، بعد أن وصل سعر ليتر المازوت الواحد إلى 500 ليرة بالسوق السوداء.
كل ذلك على الرغم من أن الحالات الخطرة التي تراجع المشافي لا تتجاوز الـ 15% من إجمالي الإصابات المؤكدة، حسب ما أشار الطبيب، الذي نوه إلى أن 90% من أعراض الإصابات “المعلن عنها”، تتمثل في فقدان حواس التذوق والشم وضيق تنفس تصاعدي، يشتد وينخفض.
وتستقبل المشافي العامة والخاصة في دمشق، منذ 15 يوماً، ما بين 20 – 30 حالة إسعاف حرجة يومياً، لأشخاص تظهر عليهم أعراض الإصابة بكورونا، وإذا ما كانت دمشق تضم 15 مشفى على الأقل، فإن مجمل الحالات الإسعافية تكون قد تجاوزت الخمسة آلاف حالة.
وفي سؤال حول آلية التعامل مع “الحالات الخفيفة والمتوسطة”، قال الطبيب إنه يتم توجيههم لحجر أنفسهم في المنزل، ومحاولة تأمين أنبوب أكسجين أو جهاز تنفس في حال ساءت حالتهم، مشيراً إلى أن كثيراً من هذه الحالات لم يراجعوا المشفى حتى، ونسبتهم تتجاوز الـ 70% من الأعداد الإجمالية للمصابين.
مراسل “صوت العاصمة” ذكر أن ثمن المنفسة المنزلية وصل إلى 700 ألف ليرة سورية، في حين وصل سعر تعبئة أنبوبة الاكسجين “الصغيرة” إلى 1500 ليرة، ومتوسطة الحجم 3000 ليرة، والكبيرة خمسة آلاف ليرة سورية، في حين أن ليلة العزل الواحدة في المشفى، إذا ما ساءت حالة المصاب، 200 ألف ليرة، وفي حال احتاج المنفسة، يتجاوز المبلغ 350 ألفاً.
وأشار المراسل إلى أن الكثير من الأدوية اللازمة للتفاعل مع استشفاء الفيروس، مثل فيتامين سي، والزنك والكورتيزون، فُقدت من الصيدليات، نتيجة الطلب الكبير عليها، وفي حال وُجدت، فتباع بأسعار عالية.
ووصل سعر علبة فيتامين سي (40 حبة) صناعة هندية إلى ثمانية آلاف ليرة، والفيتامين الألماني (20 حبة) إلى 4500 ليرة، وعلبة الزنك مع فيتامين سي “فوار” (20 حبة) إلى 1500 ليرة، في حين فُقد “الفوار الوطني” من الصيدليات بشكل نهائي.
ووصفت عدة مصادر طبية الوضع الحالي بـ “الخطر”، وحسب التقديرات فإن الأعداد المصابة فعلياً، ما بين الخفيفة والشديدة، تجاوزت 200 ألف حالة، أغلبهم لم يجرى لهم فحص PCR، وتم تشخيص حالاتهم حسب الأعراض المتداولة التي تطابق ما تم تعميمه.
وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن يتم اللجوء لما يُسمى “القسم الصحي العسكري”، التابع لوزارتي الدفاع والداخلية، كمشافي الشرطة ومشفى 601 وتشرين وغيرها، لتخفيف الضغط على المشافي الحكومية ومشافي التعليم العالي.