سجُلت 4 وفيات في مستشفى “التوليد وأمراض النساء الجامعي” في منطقة البرامكة بدمشق، خلال أقل من عشرين يوماً، ثلاثة منهم لنساء حوامل توفوا أثناء عملية التوليد، والرابعة توفيت إثر مضاعفات عملية تجميلية قامت بها.
موقع “أوقات الشام” الإخباري قال إن ثلاث سيدات شابات دخلن المشفى حوامل، “ليغادرن على المحفة”، فيما لم تتجاوز الرابعة الـ 16 عاماً، دخلت لإجراء عملية جراحية تجميلية، لتخرج بإنتان وقصور أعضاء، حيث توفيت بعد أيام من إحالتها إلى مشفى آخر، وكل ذلك خلال الفترة ما بين 14 حزيران، و5 تموز الجاري.
وأضاف المصدر “كل ذلك في مشفى تخصصي، كما كتب على مدخله، ما يسجل سابقة لم تحدث من قبل، فمن المسؤول؟، وأين إدارة المشفى؟”.
والمشفى هو أحد “المشافي التعليمية السورية”، أنشئ عام 1983، يقدم خدمات طبية، إلى جانب الخدمات التعليمية لطلاب كلية الطب ومعاهد التمريض.
ونقل المصدر عن المديرة المكلّفة بتسيير أعمال مشفى التوليد “ميادة رومية” قولها، إن هذا الموضوع بالتحديد هو من اختصاص الأساتذة الذين أجروا العمليات للسيدات الأربع، فـ “كل أستاذ مسؤول عن مرضاه، هو المسؤول والمعني، وهو من يستطيع أن يفسر ما حدث”.
وبررت “رومية” سبب الوفاة بأن “السيدات مريضات عاليات الخطورة، سوابق قيصريات”، وما يحدث هو أن “الأستاذ يتابع الحالة على الهاتف” عن طريق طلاب الدراسات، حيث تبقى المريضة تحت المراقبة حتى يحين موعد دخولها إلى العملية.
وفي سؤال حول دور الإدارة وموقفها مما حصل، وما هو الإجراء الذي يفترض اتخاذه في هذه الحالة، ذكرت “رومية” أنها رفعت كتاباً لوزارة التعليم العالي، أوردت فيه حدوث الوفيات، والوزارة بدورها ستقوم بتشكيل لجنة تحقيق بالأسباب التي أدت إلى حدوث الوفاة، وعندها، حسب تقرير اللجنة، سوف يتم توزيع المسؤوليات.
ولدى الاستفسار عن سبب عدم تواجد الأستاذ المناوب خلال إجراء العمليات، قالت إنها “تنام في المشفى أثناء المناوبة، ولكن ليس من الضروري أن ينام الأستاذ المناوب في المشفى، ولا أن يتواجد خلال العملية، على أن يبقى طلاب الدراسات على تواصل معه عبر الهاتف، وكل ذلك بموجب قرار قضائي صدر منذ 15 سنة“، وإذا كانت هناك من ضرورة لتواجده فهو سيحضر خلال عشر دقائق كحد أقصى، فالمشفى قريب!”، على حد تعبيرها.
من جانبه ذكر رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في المشفى “عزام أبو طوق” قوله إن طلاب الدراسات الذين يشرف عليهم “أشطر” من الطبيبة التي كانت تتابع حالة المريضة قبل دخولها مشفى التوليد، وأنهم يستطيعون إجراء العمليات بنجاح كامل، حتى في غياب الأستاذ المشرف”.
وحسب “أوقات الشام” فإن المشفى يعمل بأدنى طاقاته، حيث لا جراحة تنظيرية حقيقية، وقسم طفل الأنبوب مغلق منذ عشر سنوات، على الرغم من تجهيزه بأفضل الأجهزة في حينه، ما يحرم الطلاب من الاستفادة منه، مضيفاً أن مشرفو النسائية فيه، “يفضلون متابعة عملهم من عياداتهم الخاصة ومشافيهم، فقط هناك طلاب دراسات يتواصلون بدورهم مع أستاذهم المناوب على الهاتف، وكثيراً ما يتأخر اتخاذ القرار لتحدث الكارثة ريثما يصل”.
أيضاً ليس هناك أطباء داخلية عامة، ولا قلبية ولا غدد، ولا أي طبيب جراحة عامة أو بولية، وفي حال اضطرت المواقف الحرجة إلى تواجد أطباء من أصحاب الاختصاصات يتم التواصل مع أحد المشافي، كالمواساة مثلاً، لإنقاذ الموقف.