بحث
بحث

سوق سوداء للمازوت بدمشق.. والمواطنون تحت رحمة الموزعين



راديو روزنة – 

تأخرت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات) التابعة لحكومة النظام السوري، كما كل شتاء، في تلبية حاجة المواطنين من مازوت التدفئة.
وأشار تقرير اللجنة الاقتصادية بدمشق إلى أن الشركة لم تتمكن حتى الـ19 من أيلول الماضي من تلبية أكثر من 33% من الطلبات على المادة، رغم زيادة عدد مراكز التسجيل عليها وربطه كذلك بالحصول على “البطاقة الذكية”، في محاولة منها لـ “منع الفساد” في العملية.
ورغم فتح باب التسجيل للحصول على مازوت التدفئة منذ بداية شهر آب، إلا أن التأخير وجد سبيله للعملية، التي تعتريها مشاكل ومعوقات، تجعل الظروف مواتية لخلق (سوق سوداء) ترفع سعر الليتر باستغلال حاجة الناس له وخوفهم من قساوة برد الشتاء.
“روزنة” التقت عدداً من سكان دمشق، الذين تحدثوا عن طرق بعض موزعي المازوت في التملص من إيصال المادة لمستحقيها ودفعهم للتخلي عنها.
أبو أسعد، أحد أهالي دمشق، قال “خسرت مخصصاتي لهذا العام من المادة، رغم وصول الدور لرقمي واتصال موزع سادكوب بي”.
وأوضح أن “الموزع تذرع بأن سيارته كبيرة وغير قادرة على الوصول إلى منطقة سكني في العشوائيات، ولم يتعاون مطلقاً في مساعدتي للوصول الى موزع آخر مع سيارة أصغر”.
دوره تحدث أبو جاسم عن تجربته وقال إن “موزع سادكوب تأخر عن موعد وصوله بعدة ساعات، وحين التواصل معه، قال إن عائلة أخرى تمكنت من تأمين مبلغ لاستلام مخصصاتها ستحصل على الكمية عوضاً عني بعد أن كانت رفضت الاستلام سابقاً”،
 
ونوه أبو جاسم إلى أنه تفاوض مع الموزع على مبلغ إضافي لصالح الموزع، كي يتمكن من إقناعه بتعبئة المازوت في ذات اليوم.
وذكر أبو جاسم أنه دفع نحو 40 ألف ليرة لقاء الكمية المقدرة بـ200 ليتر، عوضاً عن 37500 ليرة، علماً أن سعر الليتر الواحد من المازوت مسعر من حكومة النظام بـ180 ليرة، ويضاف له ليرتين أو ثلاثة لإيصاله لمنازل المواطنين.
كما اتهم أبو جاسم موزع المازوت، بأنه تلاعب بعداد حساب حجم المازوت، مشيراً إلى أن هناك خانات في العداد كانت معطلة ولا تعمل كما يجب.
أما سامح “صاحب بقالية” في حي العمارة، قال “شهدت حادثة بيع للمازوت من أحد الموزعين، الذي وافق على بيع كمية 20 ليتر لإحدى السيدات بطلب منها، وبسعر 6200 ليرة للكمية بالكامل، أي أنه تقاضى 310 ليرات لقاء كل ليتر.. أي ما يعادل ضعف ثمنه الرسمي”.
 
ولفت مواطنون استطلعت روزنة آرائهم، إلى أن بعض موزعي المازوت يتبعون طرقاً عديدة لاختلاس كميات من المادة، بينها التلاعب في العدادات وصمام الرجوع في المضخات، أو تركيب خراطيم ضخ بأقطار كبيرة أو إضافة المياه، فضلاً عن الاستفادة من الكميات المتبقية في خراطيم المازوت بعد إغلاق المضخة.
يشار إلى أن آلية توزيع مازوت التدفئة تختلف بين كل محافظة وأخرى، كما تختلف الكميات المخصصة للعائلات، ففي حين تم تخصيص العائلات القاطنة في دمشق بـ200 ليتر من المادة، يجري توزيع المادة بمعدل 100 ليتر للعائلة الواحدة في ريف دمشق، رغم برودة الطقس في معظم مناطق الريف.
 
اترك تعليقاً