وجد العلماء أدلة على حدوث طفرات في بعض سلالات فيروس كورونا المستجد، تشير إلى أنه قد يتكيف مع البشر بعد انتقاله من الخفافيش.
وقالت صحيفة “جارديان” البريطانية، إنه ومنذ بدء تفشي المرض في كانون الأول الماضي بالصين، قام العلماء بتحليل 5،349 جينوم للفيروس من 62 دولة.
ومن خلال دراسة التركيب الجيني للفيروسات، توصل العلماء إلى أن هناك استقراراً نسبياً في الجينوم الفيروسي، إلا أن بعضها اكتسب طفرات، بما في ذلك تحوران جينيان في بروتين سبايك، الذي يستخدمه الفيروس لإصابة الخلايا البشرية، وسط خشية العلماء من أن يكون “التحوران” علامة على تكيف الفيروس مع مضيفه البشري.
ويؤكد الباحثون في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي أن من غير الواضح كيف تؤثر الطفرات على الفيروس، ولكن بما أن التغييرات نشأت بشكل مستقل في بلدان مختلفة، فقد تساعد الفيروس على الانتشار بسهولة أكبر.
ويقول معدو الدراسة إن طفرات “سبايك” بفيروس كورونا لا تزال نادرة في الوقت الحالي، لكن أستاذ الأمراض المعدية وأحد معدي الدراسة “مارتن هيبرد”، قال إن ظهورها “يسلط الضوء على الحاجة إلى مراقبة عالمية للفيروس من أجل كشف أي تحورات مقلقه بسرعة”.
واعتبر “هيبرد” أن ظهور الطفرة سيكون “بمثابة تحذير مبكر”، مشيراً إلى أن العلماء يشعرون بالقلق إذا نشأت طفرات أوسع نطاقاً في بروتين سبايك لسببين رئيسين، أولهما أن تلك التحورات قد تغير سلوك الفيروس وتزيد سرعة انتشاره، والثاني أن البروتين هو الهدف الرئيسي للقاحات التي يعمل الباحثون على إعدادها حالياً، للوقاية من الفيروس، وإذا تغير البروتين كثيراً، فاللقاحات قد تغدو عديمة الجدوى.
ونوه إلى أن العلاجات المحتملة الأخرى، مثل الأجسام المضادة الاصطناعية التي تتعرف على بروتين سبايك الأساسي، قد تصبح أقل فعالية.