بحث
بحث
مدرسة في مدينة دمشق - صوت العاصمة

مرض الجنف يصيب 16% من تلاميذ المدارس في سوريا

كشف مصدر في الصحة المدرسية وجود إصابات بمرض الجنف “انحناء العمود الفقري” بين تلاميذ المدارس في سوريا ممن تتراوح أعمارهم بين 8 و 18 عاماً.

وبين المصدر أنّ أسباب الإصابة بمرض الجنف عادة تكون وراثية وبعضها غير معروف وبعضها ناجم عن الجلوس بشكل غير صحي أو بسبب الجلوس الطويل على الأجهزة الإلكترونية، بالإضافة أثر وزن الحقيبة المدرسية وشكلها وطريقة حملها على الأطفال وفيما إذا كانت تسبب أو تفاقم حالات هذا المرض، بحسب موقع قاسيون المحلي.

ووفقاً لمراجع طبية فإنّ مرض الحنف هو انحناء جانبي للعمود الفقري يُشخَّص غالباً لدى المراهقين، ورغم أن الجَنف يمكن أن يحدث للمصابين بحالات مرَضية مثل الشلل الدماغي والحثل العضلي، فإن السبب وراء غالبية حالات الجَنف التي تصيب الأطفال غير معروف.

وتكون أغلب حالات الجَنف بسيطة ولكن تزداد بعض الانحناءات سوءاً مع نمو الطفل ويمكن أن تؤدي الانحناءات الشديدة إلى الإعاقة، كما يمكن أن يقلل انحناء العمود الفقري الشديد من مقدار المساحة الموجودة داخل الصدر ما يجعل من الصعب على الرئتين العمل كما ينبغي.

أما عن المضاعفات فرغم أن معظم المصابين بالجنف يشكون من انحراف بسيط في شكل العمود الفقري لديهم، إلا أن الجنف قد يُسبب أحياناً مضاعفات مثل المظهر، مع تفاقُم الجنف، يُمكن أن يتسبَّب في تغيرات أكثر وضوحاً، منها عدم استواء الوركين والكتفين، وبروز الأضلاع، وإزاحة منطقة الخصر والجذع إلى أحد الجانبين ويصبح الأشخاص المصابون بالجنف في أغلب الأحيان خجولين من مظهرهم.

ويعاني الأشخاص الذين أصيبوا بالجنف في مرحلة الطفولة من آلام الظهر المزمنة عند بلوغهم، خصوصاً إذا كانت الانحناءات لديهم كبيرة وتُركت دون علاج، إضافة لصعوبات التنفس في حالات الجنف الحادة، قد يضغط القفص الصدري على الرئتين؛ مما يجعل التنفُّس أكثر صعوبة.

وأقامت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية مسحاً تغذوياً على تلاميذ المدارس وتقصياً لحالات انتشار فقر الدم وتقزّم الأطفال الناجمين عن سوء التغذية، إضافةً إلى النحول والسمنة.

وأوضح المصدر أنّ نسب الإصابة كانت عالية نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية، مشيراً إلى وجود مساعٍ لتحسين واقع تغذية الأطفال في المناطق الأكثر تضرّراً من خلال السعي إلى توزيع غذاء معين على الأطفال بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.

واكتفى بالقول إنّ نسب الإصابة بحالات فقر الدم والتقزم والنحول مرتفعة وأعلى من المعدل الطبيعي، فيما ذكرت الكثير من التقارير الأممية في أوقات سابقة أن معدلات فقر الدم تقارب 25% من السكان في سورية ممن هم دون الخامسة، ومعدل انتشار التقزم بين الأطفال يتجاوز 25% نتيجة سوء التغذية، بينما وصلت أعداد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى 12 مليون سوري.

ووفقاً لمصادر طبية فإنه عند حدوث الجنف يصيب العمود الفقري إنحناء لا يقل عن 10 درجات ويصيب 1.5 إلى 3% من السكان وتقسم نسب الإصابة بالجنف كما يلي، الإنحناءات التي تتجاوز الـ20 درجة  تصيب 0.3 إلى 0.5% من السكان، والإنحناءات التي تتجاوز الـ30درجة تصيب 0.2 إلى 0.3% من السكان.

وأشاو أحد الأبحاث مؤخراً إلى أن تعويض نقص معدن السيلينيوم قد يلعب دوراً رئيساً في الجانب الغذائي من علاج تقوس العمود الفقري، كما ذكرت دراسات أخرى وجود ارتفاع غريب في مستويات النحاس والزنك لدى مرضى الجنف مقارنة بالأصحاء.

ويبدو أيضاً أن لمستويات فيتامين K نوعاً من الارتباط بتقوّس العمود الفقري لكن العلاقة بينهما ما زالت غير واضحة حتى يومنا هذا، لذلك ينصح الخبراء باتباع حمية غذائية متوازنة غنية بعناصر الكالسيوم وفيتامين D وفيتامين E.

وتشير النتائج الطبية إلى أن النظام الغذائي غير الصحي يعتبر متسبباً مباشراً بالمرض، وبالحد الأدنى فإنه يساهم في علاجه أو الحد من تفاقمه.

وبحسب المصدر الصحي نفسه تعمل دائرة الصحة المدرسية في حمص التي جرى مسح عينة من التلاميذ شملت 2181 تلميذاً على عدد من الخطط لتعزيز الحالة الصحية لدى المصابين، واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بالوقاية من الأمراض، فضلاً عن النشاطات التوعوية والتثقيفية.

وأدخلت الصحة المدرسية برامج متعددة على رأسها الصحة النفسية ومواضيع الإدمان والعنف وانتشاره في المدارس والحوادث والإصابات ضمن المدارس والصحة الإنجابية.

 وأضاف المصدر أنّ واقع الأطفال أصبح يعجّ بظواهر غير مسبوقة كإدمان وسائل التواصل الاجتماعي وتحول نسبة كبيرة منهم إلى استقاء ثقافتهم ومفاهيمهم وقيمهم من تلك الوسائل، والتي قد تحمل لهم قيماً سلبية أو مشوهة، مؤكداً على ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية والأهل للحدّ من التأثيرات السلبية لهذا الموضوع.

وتعتبر الأرقام المذكورة فيما يتعلق بالإصابة بمرض الجنف وأمراض فقر الدم وسوء التغذية وغيرها مجرد مؤشر ملموس للواقع الاقتصادي السيء الذي يعيشه السوريون، كما يعتبر نتيجة طبيعية لكل سياسات الإفقار والتجويع الممنهجة المتبعة رسمياً، اعتباراً من سياسات تخفيض الإنفاق العام الظالمة، مروراً بسياسات تخفيض الدعم المجحفة، وليس انتهاء بالأجور الهزيلة شبه الصفرية، بالمقارنة مع مسلسل الارتفاعات السعرية المستمر ومتطلبات المعيشة والخدمات.