مع اقتراب دخول العام الثالث لفرضها على المدنيين، تستمر استخبارات النظام بتقييد حركة اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في مدن وبلدات جنوب دمشق، وتمنعهم من دخول العاصمة دمشق، دون الحصول على موافقات أمنية صادرة عن فرع فلسطين، المسؤول الأمني المباشر عن المنطقة.
استخبارات النظام وحواجزها الأمنية المنتشرة في محيط أحياء دمشق الجنوبية، شدّدت إجراءاتها الأمنية على المارّة مؤخراً، ولا سيما الحاجز الفاصل بين المنطقة والعاصمة دمشق، التابع لفرع فلسطين.
الإجراءات المتبعة من قبل عناصر حاجز المعبر الرئيسي نحو دمشق، وعلى الرغم من تقييد الحركة، والسماح لفئة معينة من القاطنين بالتنقل بين العاصمة وجنوبها، إلا أنها خلّفت حالة ازدحام كبيرة على مدار الساعات التي يُسمح للأهالي بالتنقل خلالها خارج أوقات حظر التجول.
خلال اليومين الماضيين، شهد الحاجز المذكور حالة تشديد أمني تفوق مثيلتها في الأيام السابقة، استمرت منذ ساعات النهار الأولى وحتى الساعة السابعة مساءً، أخضع عناصر الحاجز خلالها جميع المارة للتفتيش الذاتي الدقيق، وإجراء عمليات الفيش الأمني لمعظمهم، بحسب مصادر صوت العاصمة.
وأضافت المصادر أن التشديد الأمني طُبّق على حاملي الموافقات الأمنية من المدنيين، وحاملي المهمات الرسمية التي تتيح لهم دخول العاصمة والعودة إلى منازلهم بموجبها، من موظفين وبعثيين وعناصر في صفوف الميليشيات المحلية دون استثناء.
وأشارت المصادر إلى أن الموافقات الأمنية الممنوحة للاجئين الفلسطينيين، سارية المفعول لمدة سبعة أيام فقط، ويتوجب على حامليها التقدم بطلب آخر لتجديدها أسبوعياً، على أن تكون صادرة عن رئيس الفرع بشكل مباشر.
فرع فلسطين التابع لجهاز الاستخبارات العسكرية، فرض منتصف عام 2018، موافقة أمنية للراغبين بدخول العاصمة دمشق، من فلسطينيي مخيم اليرموك وبلدات جنوب دمشق، عقب سيطرة النظام عليها بموجب الاتفاق القاضي بتهجير فصائل المعارضة ورافضي التسوية نحو الشمال السوري.
النظام منع بموجب قرار فرض الموافقة الأمنية، الفلسطينيين من الخروج إلى دمشق إلا بعد الحصول عليها، في حين يتوجب على الراغبين بالدخول والخروج من وإلى دمشق، التقدم بسند إقامة في المنطقة، وعقد منزل يُكتب فيه أسماء كافة أفراد العائلة، مع طلب خطي بمنحه موافقة لدخول العاصمة عبر معبر ببيلا، ليتم بعدها تقديم الطلب عبر لجان المُصالحة إلى فرع فلسطين، والذي يقوم بدوره بإجراء مسح أمني لكامل العائلة قبل تقديم بطاقة بيضاء تحوي موافقة خطية موقعة من رئيس الفرع المذكور لإبرازها على الحواجز العسكرية.
وفرضت استخبارات النظام، على قاطني مخيم اليرموك والحجر الأسود الراغبين بالخروج نحو دمشق عبر معبري “سيدي مقداد- القدم” الموافقة ذاتها، في ظل سيطرة تنظيم داعش على منطقتهم، لكن انتهاء ملف داعش وخروجها من المنطقة لم توقف العمل بتلك الموافقات الأمنية التي فُرضت فقط على اللاجئين الفلسطينيين.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير