طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من إيران سحب قواتها من الأراضي السورية، إذا ما كانت “قلقة حقًا بشأن صحة وسلامة الشعب السوري”، حسب بيان للمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري”.
وجاء في البيان، الذي نُشر على صفحة “السفارة الأمريكية في دمشق” اليوم، الثلاثاء ٢١ نيسان، “إذا كانت إيران قلقة حقًا بشأن صحة وسلامة الشعب السوري، فيجب عليها دعم العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة، بموجب قرار مجلس الأمن 2254، وتسحب الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وغيرها من القوات الإرهابية التي تقودها من كامل الأراضي السورية”، إضافة إلى تبني حل سياسي، بدلاً من “انتصار عسكري وحشي”.
وأضاف “البيان”، أن المساهمة الوحيدة التي قدمتها إيران في سوريا كانت “العنف وعدم الاستقرار”، مؤكدة على ضرورة أن “يقبل نظام الأسد وحلفاؤه إرادة الشعب السوري الذي يطالب ويستحق العيش بسلام، دون قصف، وهجمات كلور، والبراميل المتفجرة والاعتقال التعسفي والمجاعات”.
واعتبر البيان أن الولايات المتحدة هي “أكبر مانح فردي للمساعدات الإنسانية للشعب السوري، حيث قدمت أكثر من 10.6 مليار دولار من المساعدات في جميع أنحاء سوريا والمنطقة منذ بداية الأزمة”، وأنها تحاول تقديم المساعدة الإنسانية لمعالجة تفشي الفيروس التاجي، “في حين يعرقل نظام الأسد وروسيا وإيران المساعدات، ويحرم الشعب السوري من الغذاء والدواء”.
جاء ذلك رداً على زيارة وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” إلى دمشق أمس، الاثنين ٢٠ نيسان، ولقائه رئيس النظام “بشار الأسد” ووزير خارجيته “وليد المعلم”، والتي جرى خلالها البحث في “آخر مستجدات المسار السياسي ومن بينها اللجنة الدستورية وعملية استانا، وتطورات الأوضاع في الشمال السوري في ظل التعدي المستمر من قبل تركيا على سيادة وأرض الجمهورية العربية السورية”.
ووصف “ظريف”، خلال اللقاء، التحركات الغربية للاستثمار في ملف “الأسلحة الكيميائية” بسوريا، بالـ “سلوك المخزي”، في ظل الظروف التي يمر بها العالم.
وحسب مصادر دبلوماسية، تأتي زيارة ظريف وسط مؤشرات على تغيير روسيا لاستراتيجيتها في سوريا، مع تذبذب سيطرة حكومة النظام على بعض المناطق التي استعادتها، مثل درعا، بالإضافة إلى إدراك موسكو أن دعمها لـ “الأسد” في المرحلة المقبلة سيصطدم بتوجهات المجتمع الدولي، وبالتالي تسعى طهران لاستغلال الفرصة من خلال زيارة “ظريف” لدمشق، رغم ما تعانيه إيران من تفشٍ واسع لفيروس “كورونا المستجد”