بثَّت الفضائية السورية الرسمية للنظام، مساء أمس السبت 11 نيسان، اعترافات لعدد من الشبان المنحدرين من بلدة كناكر بريف دمشق الغربي، كانت قد اعتقلتهم مطلع آذار الفائت، بتهمة زرع عبوات ناسفة وتنفيذ تفجيرات في العاصمة دمشق.
أحد أبناء بلدة كناكر، يدعى “عيسى عباس”، والذي عمل في مشفى المجتهد بدمشق مؤخراً، بعد عمله في جديدة عرطوز بريف دمشق الغربي، أعلن خلال الاعترافات المسجلة، مسؤوليته عن زرع عدة عبوات ناسفة استهدفت سيارات في دمشق وريفها، خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقال “عباس” إنه عمل على تنفيذ تلك العمليات، بالتنسيق مع أحد العاملين في قسم الهندسة التابعة لفصيل “ألوية الفرقان” يدعى “أبو عاشور”، وتم توثيقها لمجموعة “سرايا قاسيون”، لقاء مبالغ مالية، مشيراً إلى أنهما كانا يتواصلان عبر الإنترنت.
وتبنى “عباس” عبر البث المسجل، مسؤوليته عن عدة تفجيرات بينها استهداف حاجز عسكرية عند مدخل بلدة جديدة عرطوز، وسيارة نوع همر كانت مركونة على أوتوستراد المزة، وسيارة على طريق “الدناجة- دير ماكر”، وسيارتين تابعتن للشرطة في منطقة البرامكة.
عبر البث المسجل ذاته، أعلن “عباس” مسؤوليته عن تنفيذ تفجير استهدف سيارة جيب نوع “تويوتا” في منطقة الفحامة، وأخرى في منقطة السبع بحرات بدمشق، وسيارة تقل ثلاثة من عناصر النظام في حي الميدان، مشيراً إلى أن العمليات تمت بمساعدة صديق له من قاطني ضاحية يوسف العظمة في جديدة عرطوز، يدعى “محمود الخطيب” ويبلغ من العمر 18 عاماً، وشخص آخر أرسله مسؤول الهندسة يدعى “حمزة”.
وأضاف عباس، إنه تابع عمله في زرع العبوات الناسفة برفقة شخص يدعى “حسام الحلاق”، الذي أرسله “أبو عاشور” للعمل مع “عباس”، لافتاً أنهما نفذا عملية في سوق الكهرباء بمنطقة المرجة، وسيارة عسكرية بالقرب من جامعة الشام الخاصة في البرامكة، وسيارة بيك آب نوع تويوتا بالقرب من فندق الـ “فور سيزن”.
حمزة المصري، البالغ من العمر 19 عاماً، قال خلال البث ذاته، إنه اشترك مع عباس في تنفيذ عملية استهدفت سيارة خلف مدينة الجلاء الرياضية، وسيارة عسكرية بالقرب من جسر الزاهرة، وأخرى تعود لعقيد في جيش التحرير الفلسطيني في مدينة قطنا.
ومن جهته، قال المدعو “حسام الحلاق” البالغ من العمر 23 عاماً، إنه شارك في عدد من العمليات التي ذكرها “عباس” خلال اعترافه، بينها تفجيرات نُفّذت في المرجة والبرامكة، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 25 إلى 35 ألف ليرة سورية لكل عملية.
وأضاف “الحلاق” إنه اشترك برفع اللافتات وكتابة العبارات المناهضة للنظام السوري، والمطالبة بخروج الميليشيات الإيرانية من المنطقة في بلدة كناكر، لقاء مبالغ تتراوح بين 10 إلى 15 ألف ليرة سورية.
وبثَّت الفضائية السورية، خلال التسجيل ذاته، اعتراف للمدعو “علي الأطرش، البالغ من العمر 32 عاماً، من قاطني مدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي، قال فيه إنه استلم عبوة ناسفة موضوع في حقيبة مدرسية، من امرأة تدعى “فاطمة بكداش”، وتنحدر من مدينة داريا، كانت قد أرسلت إليه من الجهة ذاتها، مشيراً إلى أنه اعتقل ليلة استلام العبوات قبل تنفيذ أي عملية، كما بثّت الاعترافات ذاتها للامرأة المذكورة.
مصادر أهلية أكّدت لـ “صوت العاصمة” إن الشبان المذكورين ألقي القبض عليهم في الأول من آذار الفائت، من مناطق متفرقة في ريف دمشق، في حين ألقي القبض على “الأطرش وبكداش” أواخر الشهر ذاته.
ومن جهته، قال القائد السابق لفصيل “ألوية الفرقان” المعارض “محمد ماجد الخطيب” في منشور له عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن النظام حمّل الشبان الذين ظهروا في بث الفضائية السورية مسؤولية التفجيرات بهدف “تصفية حسابات” رؤساء الأفرع الأمنية مع المعارضين من أبناء البلدة.
وأضاف الخطيب: “اليوم وجدوا “كبش فداء”، ألا وهو هؤلاء الفتية، لتكون ذريعة لتنفيذ مخططاتهم “القذرة”، في إشارة منه لعدم مسؤولية الشبان بالتفجيرات المذكورة، مستنداً إلى أربع تفجيرات حدثت في العاصمة دمشق بعد اعتقال الشبان.
واعتبر الخطيب أن بث الاعترافات جاء كذريعة لتنفيذ مخططات إيران وميليشيا حزب الله في المنطقة، والتي تهدف لإفراغ المنطقة من شبانها، لافتاً أن مقربون من الميليشيات الإيرانية، قدموا عرضاً لفصيله في وقت سابق، تضمن منحه 100 ألف دولار أمريكي مقابل صرف النظر عن التشكيلات العسكرية التابعة لها كجمعية البستان وفيلق القدس ولواء زينبيون.
صوت العاصمة وثَّق خلال الأشهر الماضية، العديد من عمليات التفجير المذكورة في الاعترافات التي بثتها الفضائية السورية، بينها تفجير استهدف سيارة من طراز تويوتا FJ في حي الفحامة بدمشق، تعود للمدعو “رفيق أبو شالة” أحد النافذين المقربين من نظام الأسد في دمشق، والعامل في التخليص الجمركي، وعضو في اتحاد المصدرّين المُنحل، قبل توليه مراكز قيادية في ميليشيات مختلفة أبرزها قوات حصن الوطن وقوات الدفاع الوطني.
ووثّق الموقع في السادس من شباط 2020، استهداف سيارة تابعة لميليشيا الدفاع الوطني، كانت مركونة بجانب المؤسسة الاستهلاكية خلف محطة وقود الجلاء في منطقة المزة بدمشق، وتفجير آخر في 18 شباط، استهدف سيارة خاصة تحمل لوحات “حلب”، بجانب كراج درعا، في منطقة باب مصلى بدمشق، كان يستقلها شخصان من العسكريين، قُتل أحدهم على الفور وأصيب الآخر.
واستهدفت التفجيرات، سيارة نوع بيك آب، فيمنطقة المرجة بدمشق، تعود لأحد القياديين في ميليشيا “درع القلمون” يوم الأربعاء 20 شباط، وسيارة نوع هونداي خلف ملعب تشرين فيمنطقة البرامكة بدمشق، بالقرب من جامعة شام الخاصة، وأخرى بالقرب من شعبة حزب البعث وسط مدينة قطنا بريف دمشق الغربي، استهدفت العميد “هيثم عزام” من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني، يوم 26 شباط الفائت.
وفي الثاني من تمّوز 2019، وثّق فريق صوت العاصمة، استهداف سيارة من طراز همر في أوتوستراد المزة بالقرب من السفارة الإيرانية بعبوة ناسفة، تعود ملكيتها للتاجر الفلسطيني السوري أيهم عساف، المقرب من نظام الأسد والمعروف بمواقفه الموالية لحزب الله وإيران، فيما وثقت انفجار عبوة ناسفة في حاجز يتبع لميليشيا سرايا الصراع على أطراف بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق الغربي، منتصف نيسان 2019، في عملية تبنتها مجموعات أطلقت على نفسها اسم “المقاومة الشعبية”.
وتبنّت سرايا قاسيون التي تُصنّف نفسها على أنها مجموعة أمنية تعمل في مناطق النظام، العديد من التفجيرات والعمليات العسكرية ضد عناصر النظام السوري في محيط العاصمة، خلال العامين الفائتين.