أصدرت حكومة النظام السوري، الاثنين 23 آذار، جملة من القرارات، استكمالاً لخطة “الإجراءات الاحترازية” لمنع انتشار فيروس “كورونا المستجد”، تضمنت إيقاف تصوير المسلسلات والأفلام، وتشكيل لجان طوارئ لسحب عينات من المعقمات والمنظفات في الأسواق، وتأمين وسائل نقل لـ “العسكريين” بين المحافظات.
وكلّفت “الحكومة” لجان الطوارئ المشكلة في المحافظات، “متابعة المنشآت المتخصصة بإنتاج المعقمات والمنظفات للتأكد من جودة المواد المنتجة ومراعاتها للمواصفات المعتمدة، إضافة إلى السماح لعناصر الدوريات التموينية بالقيام بالجولات اللازمة على الصيدليات للتأكد من التزامها بالتسعيرة المعتمدة”.
وكالة “سانا” الموالية قالت إنه تم رفد وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بسيارات لتوزيع المواد التموينية ومادة الخبز، في مراكز المدن والأرياف، حيث سيتم الإعلان عن تواقيت عملها وأماكن تسييرها، “بما يضمن استفادة المواطنين منها بشكل مباشر”، إضافة لتخصيص أماكن في المؤسسات التابعة لها كمنافذ لبيع مادة الخبز للمواطنين، بغية تخفيف الازدحام على المخابز.
وأوقفت وزارة الإعلام عمليات تصوير الأفلام والمسلسلات التابعة للقطاع الخاص، بعد أن توقفت المؤسسة العامة للسينما في وزارة الثقافة ومؤسسة الإنتاج التلفزيوني، عن عمليات التصوير.
ومن المواضيع الرئيسية، التي نوقشت في الاجتماع الدوري، هو كيفية تأمين وسائل نقل لـ “العسكريين”، الذين اعتبرت الحكومة أنهم “يحتاجون لوسائل نقل عند انتهاء اجازاتهم بعد إيقاف وسائل النقل الجماعي بين المحافظات”، حيث كُلف المحافظين بتأمين وسائل نقل لهم، من خلال بولمانات خاصة، “وفق الحاجة”.
وكانت قد توقفت وسائل النقل، العامة والخاصة، عن العمل داخل المحافظات، عند الساعة الثامنة من مساء أمس، الاثنين 23 آذار، للحد من حركة المدنيين، في حين من المفترض أن يسري اليوم قرار إيقاف حركة النقل الجماعي بين المحافظات.
هذا وعرضت وزارة التربية خلال الاجتماع خطةً لتجهيز المدارس في المحافظات، لوضعها تحت تصرف وزارة الصحة، كمراكز حجر احتياطية يمكن اللجوء إليها عند الحاجة. وخصصت الوزارة في وقت سابق 28 مدرسة لحالة الطوارئ، مدرستين في كل محافظة، إضافة لوضع 12 مركز إقامة تابع لها في المحافظات، “تحت تصرف الجهات المعنية”.
ويشهد الشارع السوري حالة من السخط على تحركات وزارة الصحة والحكومة من خلفها، لعدم قدرتهم، أو “ربما رغبتهم”، على تجهيز مراكز حجر صحية “مناسبة”، حيث جهزت الحكومة بادئ الأمر مركز حجر صحي في الدوير، قالت حينها إنه لاستقبال الحالات المشكوك في إصابتها بفيروس كورونا، وحجرت بداخله 134 شخصاً قدموا من خارج سوريا، لكن ما لبثت وأن ظهرت صورٌ كشفت مدى سوء الخدمات والنظافة بداخله، لتضطر الوزارة إلى نقل المحجور عليهم إلى فندق مطار دمشق الدولي، الذي لم يكن أحسن حالاً.
وأعلن وزير الصحة مساء الأحد، 22 آذار، عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا بسوريا، حيث اكتفى بالإشارة إلى أن الفيروس تحمله فتاة قدمت من الخارج، دون ذكر أي تفاصيل عن مكان وجودها حالياً، لتكون الحالة الأولى التي اعترف بها النظام، بعد أسابيع من نفي وجود فيروس أو أصوله في سوريا.