بحث
بحث

بصفة مندوبي جمعيات خيرية.. عمليات قتل وسرقة تستهدف منازل كبار السن في دمشق

انتشرت في العديد من أحياء العاصمة دمشق، خلال الفترة القليلة الماضية، جرائم القتل والسرقة التي استهدفت المسنين والعجزة المقيمين بمفردهم في منازلهم، لكن الدخول إليها والوصول إلى أولئك المسنين كان بحاجة لخطة محكمة تُبعد الفاعلين عن دائرة الشك، فوجدوا في استغلال ظروف الحرب وتردي الأوضاع المعيشية، وسيلة آمنة لدخول منازل المسنين والقضاء عليهم.

الشرخ العائلي الكبير الذي سببته الحرب الدائرة في سوريا، والملاحقات الأمنية التي أجبرت الكثير من العائلات على اللجوء لدول أوروبية وأخرى عربية، كانت من أبرز الظروف التمهيدية لوقوع تلك الجرائم، حيث امتنع آلاف المسنين عن مغادرة منازلهم، إلى جانب حالة الفقر السائدة في العاصمة، المتمثلة بارتفاع الأسعار وقلة الدخل الشهري، ولا سيما لأولئك العجزة الذين يعتمد قسم منهم على مبالغ مالية واردة من ذويهم في الخارج، وآخر يعتمد على مساعدة الجوار والمتبرعين والجمعيات الخيرية.

وردت العديد من الأنباء حول مقتل مسن في منزل بطعنات سكين، وآخر خنقاً، ليتبين فيما بعد أن عدد من الشبان والفتيات يستهدفون أولئك المسنين بصفتهم عاملين كمندوبي جمعيات ومنظمات خيرية، ويعملون على سرقة مقتنياتهم من أجهزة الكترونية ومبالغ مالية وهواتف ذكية، وقتل بعضهم.

أحد قاطني مشروع دمر في دمشق قال لـ “صوت العاصمة” إن أحد جواره المسنين القاطن في الطابق الأعلى، قُتل بعدة طعنات بالسلاح الأبيض قبل فترة قصيرة، قبل سرقة جميع محتويات منزله.

وفي التفاصيل روى المصدر أن التحقيقات التي أجرتها شرطة المنطقة، بينت وجود مجموعة من الشبان والفتيات، يمتلكون معلومات عن وجود مسن يعيش بمفرده في البناء، ويتجولون بصفتهم مندوبين لجمعيات خيرية، ويدخلون بالصفة ذاتها المنازل بحجة تقديم المساعدة، وبعد التأكد من خلو المنزل يقدمون على قتل المسن أو ضربه لسرقة محتويات منزله.

وأشار المصدر إلى أن مدخل البناء الذي يقطن فيه غير مزود ببوابة خارجية، وأن حارس البناء لم يكن متواجداً أثناء مقتل جاره المسن، مؤكداً أن هذه الحالات تكررت عدة مرات في منطقة مشروع دمر، كون عدد المسنين القاطنين بمفردهم كبير فيها.

مصدر أهلي من سكان منطقة المزة أوتوستراد قال لـ “صوت العاصمة” إن مجموعة من الفتيات أقدمن على ربط إحدى كبيرات السن القاطنات في المنطقة وضربها، بعد تتبعها في السوق ودخول منزلها بحجة تقديم المساعدة من قبل جمعية خيرية، ليقمن بسرقة مبلغ مالي وهواتفها النقال، قبل أن يلذن بالفرار.

وأضاف المصدر أن العجوز استنجدت بحارس البناء، الذي أحضر بدوره دورية أمنية قريبة، لكنهم لم يتمكنوا من القبض على الفتيات، مشيراً إلى أن البناء لا يحوي كاميرات مراقبة للتعرف عليهن.

وبحسب المصدر فإن الفتيات يلجأن إلى طرق احتيالية لدخول أبنية المنطقة، كونها مزودة ببوابات خارجية يستحيل فتحها إلا من قبل أصحاب الشقق السكنية أو حارس البناء، أو عن طريق الجرس الآلي إن جاء أحد الزوار إلى القاطنين.

المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير