صوت العاصمة – خاص
عاودت الأخبار الموسمية لغزو مواقع التواصل الاجتماعي، حول وجود عمليات جنونية تجتاح دمشق، وفي مشهد يتكرر بين الفينة و الأخرى حتى بات تقليداً ينتظر ظهوره في أوقات محددة، منها هذا الوقت و الذي تميز هذا العام مع وجود أحاديث، وأحاديث منتشرة بكثرة، عن وجود سلسلة عمليات الطعن تقض مضاجع النظام في دمشق.
نشر موقع “الاتحاد برس” الذي لا وجود له في مدينة دمشق، ومواقع أخرى وشخصيات مشهورة في الفضاء الالكتروني، أخبار متتالية و لا تملك أي واقعية، منها “حاجز جسر الرئيس يقوم بقتل أربع شبان هربوا أثناء إجراء الفيش الأمني، فما كان لعناصر الحاجز إلا أن أطلقوا النار عليهم وأردوهم قتلى وتم تسليم جثثهم لمشفى تشرين العسكري ومن ثم إلى ذويهم “
هذا خبر من اثنين ضجت بهم وسائل التواصل الاجتماعي، دون أدنى تحقق من صحة المعلومات، و إنما اكتفى ناقلوا الخبر بنسبه لما أسموهم “ناشطون” في العاصمة دمشق.
و عزز ناشروا الخبر “الغير صحيح” بأسماء الشبان الأربع، في اسلوب لمنح الخبر مصداقية و دفعة كبيرة للانتشار في هشيم العالم الالكتروني، مع العلم أن منطقة جسر الرئيس لم تشهد منذ شهر ونصف عند سقوط قذيفة هاون بالقرب من الحاجز أي حوادث أمنية، والمنطق يقول أنه من المستحيل أن يتم إطلاق نار على أربعة شبان معاً في تلك المنطقة المليئة بعناصر الجيش والمخابرات والميليشيات الموالية، وأن الشبان وإن تمكنوا من الهرب سيتم القبض عليهم خلال دقائق لا أكثر وبدون أي رصاصة، خاصة أن الحاجز مزود بكاميرات مراقبة تستطيع خلال ثوانٍ تحديد وجوه الأشخاص، ثم إن استطاعوا الهرب بعد أن تسلم الحاجز هوايتهم الشخصية، كيف لهم أن يكملوا طريقهم إلى مقصدهم في مدينة تحوي قرابة الــ 300 حاجز عسكري وأمني ؟؟
و تؤكد كافة المصادر الأهلية في المنطقة، و كذلك الطبية أن الخبر كاذب ولا صحة له، وعززه الشبان الذين يعملون في مقهى “روتانا” القريب جداً من الحاجز، نفوا أيضاً وقوع تلك الحادثة مؤكدين أن علاقتهم مع عناصر وضباط الحاجز قوية ويستحيل أن تمر هكذا حادثة وإن تم كتمانها دون علم المحيط القريب من الحاجز.
و بالانتقال إلى ثاني الأخبار التي ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، هو عمليات طعن لعناصر وضباط أجانب في أحياء دمشق دفعة واحدة وفي وقت واحد، ليلة أمس، في مناطق ركن الدين وكفرسوسة والمالكي والسيدة زينب، من قبل ما أطلق عليهم ذات الموقع “الاتحاد برس” اسم خلايا نائمة، وكان الخبر أيضاً نقلاً عن “ناشطين” مجهولين لا اسم لهم ولا صفة، وقد قام فريق صوت العاصمة بسلسلة من عمليات التحقق من المناطق المذكورة، وعبر مصادر مطلعة لدى النظام السوري ونفوا أي عملية من هذا النوع.
بحسب الموقع ، الذي يعتاد على ذكر قصص مصطنعة و تلقى رواجاً ، أن عمليات الطعن جرت على حواجز يديرها ضباط إيرانيين وعراقيين، وهذا ما يؤكد أن الموضوع ليس إلا قصة من خيال الكاتب لتثير ضجة على مواقع التواصل دون أدنى مصداقية، فلا وجود لضباط إيرانيين على أي حاجز من حواجز دمشق، حتى وإن كان العناصر يتبعون لميليشيات أجنبية مثل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وأبو الفضل العباس، فإن إدارة الميليشيات وبأوامر مباشرة من النظام تعمد على استخدام السوريين فقط على حواجز دمشق ومحيطها .
الشائعات ليست وليدة اليوم في دمشق على مدى سبع سنوات، فمن حالة الهلع التي باتت تعم القصر لمدة ساعات في كل عام، إلى محاصرة مشفى الشامي ووجود شخصيات “رفيعة المستوى فيها” إلى مقتل بشار الأسد، وبتر الأطراف السفلية عند ماهر الأسد، تملأ الشائعات مواقع التواصل والمحطات الفضائية، دون أدنى مهنية أو مصداقية أو بحثٍ عن مصدر واضح للخبر .