عنب بلدي –
شكّلت المعارك التي بدأتها فصائل المعارضة ضد قوات الأسد، شرق العاصمة دمشق، في التاسع عشر من آذار الجاري، صدمة للسوريين من موالين ومعارضين، خاصة أنها منحت الفصائل تقدمًا نوعيًا على الأرض، للمرة الأولى منذ سنوات، إلا أن عودتها إلى نقطة الصفر، بعد انكفاء المعارضة إلى مناطق سيطرتها قبل البدء، كان له الوقع الأكبر.ستة أيام عاشت خلالها المعارضة انتصارات، في خطوة وصفت بـ”الجريئة”، تمكنت فيها الفصائل المشاركة من السيطرة على كراجات العباسيين، وإحراج النظام السوري، متقدمةً من داخل حي جوبر، لتحكم قبضتها على كامل المنطقة الصناعية، وصولًا إلى عقدة البانوراما، التي لم تقترب المعارضة منها منذ شباط 2013.
المعارك التي شهدت خسارة للطرفين، قطعت الطرق المؤدية إلى شارع التجارة وإلى ساحة العباسيين، بعد أن رصدت المعارضة أجزاءً من شارع فارس خوري، كما أغلقت أوتوستراد العدوي من ناحية “البانوراما”، وصولًا إلى حي التجارة، واستطاعت في يومها الثاني فك الحصار عن حيي القابون وبرزة، ووصلها بجوبر والغوطة الشرقية لدمشق، إلا أنه أغلق من جديد بعد ساعات.
خلال المعركة انهالت الصواريخ والقذائف على مناطق الاشتباكات، ومدن وبلدات الغوطة الشرقية، بينما طالت قذائف المعارضة شوارع ومناطق سيطرة النظام القريبة من العباسيين، وأحصت عنب بلدي، معتمدة على صفحات ومواقع موالية، مقتل 45 مقاتلًا من الحرس الجمهوري، بين 20 و 23 آذار الجاري، معظمهم من مدينة طرطوس.
وتزامنت معركة دمشق مع جولة جديدة من مفاوضات جنيف، بدأت في 24 آذار، وتحدثت مصادر إلى عنب بلدي، عن مشاركة روسيا بقصف المعارضة خلال المعركة، بعد تحذيرات جاءت على لسان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافيكين.
وحذّر مندوب روسيا “التشكيلات المسلحة غير الشرعية”، من الاستمرار بخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية، “وإلا فسيلقون مصيرًا لا يحسدون عليه”، بينما وصفت المعارضة في جنيف المعركة بأنها “دفاع عن النفس”، في وقت يستمر الأسد بقصف المناطق الخارجة عن سيطرته، خارقًا اتفاق وقف إطلاق النار.
وبينما تحدّث محللون سياسيون في بداية المعركة، عن أنها محاولة إرسال رسالة من المعارضة إلى النظام السوري، تكسبها نقاط قوةٍ ضده في العملية السياسية (جنيف)، عزا آخرون سبب تراجع المعارضة، إلى تخلخل بعض الجبهات، والقصف المكثف الذي “أحرق” المنطقة، على حد وصف البعض.